الأحد، 31 يناير 2010

مساكين يا أبناء بلدي , تشاركون مصر فرحتها


مساكين انتم يا أبناء بلدي , يا إلهي كم أشفقت عليكم وأشفقت على نفسي , حاصرتكم الهموم من كل مكان واثقلت الدنيا كاهلكم حتى عجزتم عن تحملها , ودار بكم الزمان حتى أراه رماكم متعبين , مرهقين ,,, مساكين أنتم يا أبناء بلدي أصبحتـــــــم تبحثون عن الفرح بين أروقة الزمان الجائرة , نعم أراكم تتوسلون للفرح ليخرج لكم كالنور من بين دهاليس الظلام , مساكين أنتم يا أبناء بلدي أصبحتم تشاركون الآخرون فــــــــرحهم ( لا لقناعتكم أن فرحتهم هي ذاتها فرحتكم ) بل لأنكم فقط تريدون أن تعيشون لحظات الفرح لتسليكم مما أنتم فيه , آه يا أبناء بلدي كم قست عليكم السنون , كم أبكتم الأيام مؤخرا , كم جارت عليكم اللحظات حتى ظننتم أنها لن تبتسم لكم مطلقا بعد ذلك , آه يا أبناء بلدي كم أبكي لحالكم وحالي فأنا جزء لا أتجزأ منكم , اليوم أراكم تفرحون .. تتراقصون .. تشجعون وتحتفلون بالطرقات وترفعون الأعلام السعودية التي حُق لها ان تُرفع في كل زمان ومكان وربما أردتم أن تشيرون من خلال ذلك للوحدة العربية التي أصبحت مغيبة . أجزم يا أبناء بلدي أن فرحتكم تلك لا لذات السبب وهو فوز مصر فقط بل لأنكم قد إشتقكتم لطعم الفرح , لطعم الحلو بعد المر , اشتقتكم لرؤية طير السعادة وهو يحلق عاليا , حلمتم ببساط السعادة الذي سيحملكم بعيدا إلى موانيء الراحة , حننتم لأيام الضحكات وخلو البال من الهموم والمنغصات , اردتم أن تجددوا ماضي الإنتصار العربي والوحدة العربية ولكم غابت تلك المصطلحات مؤخراً في قاموسنا وأراه قد غدا كتاباً مهجوراً لايستعمله سوى المنظرون العرب اللذين لاهم لهم سوى النعيق في الإعلام ,, إفرحوا يا أبناء بلدي ,, إفرحوا وأنا سأظل أردد إفرحوا لعل هذه الفرحة تكون بلسماً شافياً لما أصاب حدنا الجنوبي ومسلياً لنا عمن فقدناهم هناك بل ربما هذه الفرحة ستكون دواء للجرح الذي خلفه الإهمال في البنى التحتيه بجده والذي كلفنا الآف الضحايا , إفرحوا فلعل هذه الفرحة ترحل بكم إلى واقع آخر خالٍ من إرتفاع الأسعار وغش التجار ولعبة الأسهم الحقيرة , إفرحوا وأتمنى من أعماقي أن لا ينغص هذه الفرحة في المقابل اي شيء يتعلق بها مثل هزائمنا في الملاعب التي غدت عاراً علينا في كل مكان , إفرحوا وعيشوا اليوم ( وإتركوا الهم ليومه) وأنا سأظل أدعوا الله من أعماقي أن يديم لكم الفرح والسعادة وألا يريكم مكروه , إفرحوا فالفرح ليس عيباً ومشاركة الآخر فرحته هي قمة العطاء والرقي , إفرحوا وأنا سأظل ادعوا الرحمن أن يرزقنا كما رزق غيرنا بفرحٍ يرفرف في سماءنا ويظل كذلك للأبـــــــــــــــــــد ..
محبتــــــــــــــــــــــكم
ســـــــــــــــــــــــــــــاره