الجمعة، 5 أغسطس 2011

في أرض الكنانة حكايــــــــة "




في بلاد العرب اليوم حكاية
بكل تفاصيلها جديدة
مُرهقة , مُفرحة , مُخيفة , مُلهمة
تتجلى الأحلام العربية المُستحيلة اليوم في الأفق وتلوح
تلك الأحلام التي كان يُعدم مُستضيفها في منامه
زراعة الورد في أرض الشوك وتحويل الخريف المُزمن لربيعٍ
وولادة الديموقراطية من رحمٍ لم يلد سوى البيروقراطية لعقود
وتراقص ُ فوق حاجز الخوف
وإسقاطٍ للعروش
وتغنٍ بالحرية
ومحاكمة من كان منبره يُزلزل بالتصفيق والتأييد ولو كان الخطاب أمر بالمشانق
في أرض الكنانة يشهد التاريخ " محاكمة أول فرعون عربي " في محكمة عربية الهوية
المتهمين , القضبان , الزي الأبيض الذي ينتظر المحاكمة, السرير , القضية , المحاميين , المرافعات , حاضر يا أفندم موجود , أُنكر كل ذلك
كل تلك حقائق , نعم حقائق ’ حقائق لمن هم مثلي لم يستوعبوا بعد
الحدث كان إجابتي التي كنتُ أستحضِرُها دائماً لسؤال واحد وهو "ماهو المستحيل " ؟ , الحدث أكبر من عقلي الذي لم يكن يتخيل أن يتحول مبارك بكل تلك العظمة والجبروت والتمكن إلى أسير خلف القضبان ينتظر الحكم
مبارك الذي لطالما حطت طائرته في بلد تلو بلد بزعم أنها تحمل الملفات العربية والحلول لواقع مُر مستعصي ولم يكن يعلم السيد مبارك " أنه هو وبقية الفراعنة " العلة التي أعيت الشعوب والداء العضال والجزء الفاسد الذي كان لابد من بتره
مبارك الذي لطالما أحاط بمائدته السادة والساسة وعلية القوم
مبارك الذي كانت حروفه تُقيم الدنيا وتُقعدها
مبارك الذي كان وزن وقافية لأبيات حملت فكرةً واحدة أنه الذي لم ولن تُنجب النساء مثله
مبارك الذي كان يُؤدى لتمثاله تحية التعظيم والإجلال والخضوع
عقلي الذي عرض مشاهد "وقوف "مبارك في المؤتمرات وعلى سلالم الطائرات وفي المحافل بكل شموخ هو ذاته الذي يعرض لي اليوم " إستلقاء " مبارك على سرير أبيض وفي قفص الإتهام
وماذا بعد ؟
المشنقة ؟؟؟
هل هي النهاية لهذا السيناريوا العظيم المصنوع بأيادي مصرية حرة أبية ؟
هل سيتكرر نفس السيناريوا في كل بلاد العرب الثائرة ؟
كم من المحاكمات ياترى سنحضُر ؟
أي الشهادات ستُدلى ؟ ألا تكفي الشهادات العظمى بكل أرض ؟
مقابر مصر التي إحتضنت الأحياء وتحولت لمساكن تشهد ومآذن تونس التي لطالما بكت فراق الشهادتين تشهد وإحصاءات الهجرة في ليبيا واليمن وسوريا تشهد والسجون تشهد و و و .....
هل هي النهاية الفعلية لكل ذاك الجبروت والطغيان والإستبداد ؟
جبروت , طغيان , إجرام , إستبداد , يالها من مصطلحات بريئة أمام كل ماإرتكبه أولئك
أولئك اللذين لو إستطاعوا أن يحبسوا الطير في بلادهم ثم يجعلونه يُسبح بحمدهم لما ترددوا لحظة واحدة تماماً كما فعلوا مع البشر
مشهد المحاكمة رسم لوحة عظيمة تجلت فيها معاني أعظم ستقف عليها الأجيال جيل بعد جيل
إمهال الخالق لا إهماله , عزيمة الشعب وإرادته , ضعف الإنسان وقلة حيلته
لكل متأمل للواقع أن يُعنونه بما يشاء , أما أنا فعنونته ثم عنونته ثم عنونته ثم عنونته
_"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "

_" وتلك الأيام ندوالها بين الناس "
_" رحمك الله بو عزيزي "
مُلحق " رحمك الله بحق , رحمك الله يامُغير التاريخ , آه لو كانوا يعلمون أنك أنت من ستفتح عليهم أبواب النيران لقــتلوك في بطن أمك ولصلــبوها لأنها حملت بمثلك "
_ "سبحانك يامزلزل العروش تزول كل العروش و يبقى عرشك العظيم "

الأحد، 24 يوليو 2011

شطحــــــــــــات"



(1)
النُخبة
نخب ينتخب مُنتخب
تلك كانت محاولة مني فقط لتعريف النخبة
ماهي النخبة ؟ ومن هم النخبة ؟ وما تأثير النخبة ؟
ويبدو أن التعريف المقنع الذي عثرت عليه كالتالي "
مصطلح فرنســي من أصل لاتيني يشتمل معناه الحرفي على عدة مفاهيم منها : 1- الأقلية المنتقاة . 2- أفضل جزء في الشيء . 3- الطبقة العليا . استعمل في القرن السابع عشر لوصف سلع ذات مزايا معينة وفيما بعد للإشارة إلى فئات متميزة كالنبلاء والعسكريين ، المصطلح لغوياً اسم جمع يطلق على من يشغلون مراكز عليا في المجتمع لما يتفوقون به على غيرهم من صفات حقيقية أو مزعومة .
حسناً إن إتفقنا إن تلك التعريفات هي الأقرب للصحة , معنى ذلك أن كل تلك الأقلية والطبقة العليا والمميزة في شيء ما , "هي بالتأكيد أفضل شيء "
هم بالتأكيد أفضل شيء " إطلاقاُ لم ولن أقتنع بهذا .
يوجد من "الحثالة" من حملهم بساط الحظ وربما الواسطة لتلمع صورهم من ضمن النخبة .
ومارسوا ممارسات النخبة , وقبِلنا بهم نخبة, وحُسبوا علينا نخبة .
مُنتخب " تأمل عقلي هذه الكلمة وصرخ " وياله من عقل متمرد مُرهق دائماً لا يكف عن التساؤلات "
وقال بصوت عالٍ " مُنتخب " هو من وقع عليه فعل الفاعل , أليس كذلك ؟ بمعنى أن هناك من جعله مُنتخب ومن النخبة أليس كذلك ؟!
سكت عقلي برهة ثم قال " اها . نعم نعم " ربما هذا الإعراب الصحيح هناك, أما لدينا فهو "المُنتخِب والمُنتخب و و و و ...... وكل شيء وخذي عندك 99.9 نتائج المُنتخب " هذه الحقيقة , ويبقى لنا أن نقبله على أنه المُنتخب الحق والنخبوي والرجل المناسب في المكان المناسب والذي لم ولن تُنجب النساء مثله .
فهو يصبح مُنتخب بمزاجه ونحن نصبح في دور المُتفرج بمزاجه أيضاً , ضحك عقلي ضحكات مجلجلة ثم قال "يبدو أننا نحن فقط من يقع علينا فعل الفاعل " نحن فقط المفعول به "
(2)
هل النخبة قدوة ؟
"قدوة " !!!
القدوة تُشكل وتقود المجتمع !!!
فهل النخبة على قدر كافي من المسؤولية لتتحمل هذا العبء ؟!!!
" عقلي المتمرد صرخ هنا أيضاً " أتقصدين نخبتنا ؟
ألجمتُ ذاك المتمرد وقلت " صه ...صه " "لا تجيب العيد "
(3)
لم يعتد عقلي أن يُجمد لذا قال بكل خبث "
"أجيب العيد ؟ من هو اللي بنظرك جاب العيد ؟ ماهي نخبتك اللي لك ساعة تفكرين فيها ؟ تبغين أجيب لك أمثلة ؟"
ألجمتهُ مجدداً , ولكنه هذه المرة كان قد قطع بي شوطاً من الإستنتاجات أجبرتني على البحث عن الإستنتاج النهائي ,
ماذا تسمى فتوى العبيكان ؟ وماذا يسمى شرح بقنه لتصميم مطار جده ؟ وماذا يُسمى حديث طارق الحبيب وماذا وماذا وماذا؟!!!
ألا يُعد هؤلاء نخبة ؟
ألم يأتوا "بالعيد" عيني عينك ؟!
ألم ينبري بقية النخبة ليردوا عليهم" فجابوا العيد" أيضاً؟!
ألم تُصبح الساحة مؤخراً " تصفية لحسابات النخبة ؟!
ومسارح لعروض سخيفة لا تليق بنا!!
ومنابر إرتدت فيها النخبة زي المحاماة الأسود لتقف كل فئة مدافعة عن التيارات والأحزاب التي تنتمي لها!!!
ألم تُصبح الساحة مؤخراً ميدان للتراشق من خلف الزجاج؟!
ألم ينقسم الجمهور تبعاً لتلك النخبة ؟
ألم يغضب؟!
ألم ينتقد؟!
ألم يضحك ؟!
ألم يضع يديه على رأسه خوفاً من أن يُصيبه أذى من تلك المراشقات ؟!
بلا حصل ذلك كله
وكل ذلك بسبب النخبة الكريـ...ـة التي حُسبت علينا كنخبة
لا والمصيبة أنها تُمثلنا وهي مرفوعة الرأس في كل مكان
أعلم جيداً أننا لم ننتخب ولم نختار تلك النخبة ولم يكن ولن يكون لنا الخيار في مثل ذلك أصلاً , ولكنني أعلم أيضاً أن من حقنا أن نُحاسب تلك الفئة حساب عسير إن هي أخطأت أو فكرت بذلك فهي بالنهاية لا تُمثل نفسها فقط , ويحق لنا في النهاية أن نصرخ الصرخة الرطيانية " أوقفوا العرض " إن رأينا "مهازل " لا تليق بنا, يحق ويحق ويحق لنا أن نُخرس النخبة فحديثها بدا مُخجلاً فعلاً .
في النهاية " يحق لأي قاريء لهذه الحروف بالنهاية أن يصرخ ماهذه الشطحات ؟
وستصلهُ الإجابة قبل أن يرتد صدى صرخته وتذمره
هذا المقال شطحة عن شطحات النخبة المزعجة ويحق لك أن تنسف كل الحروف وتقول لا أحب الشطحات ولا الشاطحون والشاطحات لكن أرجوك لاتنسى أن تدعو "جعل أيامنا كلها شطحات مشرفه وجميلة إن كان لابد لنا من الشطحات  ., وأرجوك لاتسمح لعقلك أن يقول شطح يشطح شطحاً شطحة لأن هذه البداية لشطحة مدوية 
ماقلت لكم ممسَكة معي اليوم شطحات في شطحات

الجمعة، 22 يوليو 2011

محطة جميلة "مُعقدة "



جامعة الملك خالد هي إحدى محطات حياتي التي توقفت بها لأربع سنوات
في تلك المحطة عانقتُ الشباب الحقيقي
تحديتُ التحدي
صافحتُ الطموح
عشتُ الحلم بالغد الجميل
تذوقتُ طعم النجاح الذي كان يمحو كل التعب ويأتي كالبلسم المداوي وكالشهد الزلال .
في تلك المحطة هذبتُ روحي وروضتُ نفسي التي كانت تودع المراهقة .
في تلك المحطة أزلتُ كل رواسب الماضي البائسة وحولتها لشمس مشرقة تبتسم لي كلما أحاطت بي الذكريات المؤلمة
في تلك المحطة رميتُ بكل النظريات التي تُساهم بنضجي وإلتزمت بتعاليم الإسلام الجميلة , تمسكتُ بالتسامح والجمال وتقبل الآخر والرقي بالذات والمجتمع .
في تلك المرحلة كرستُ كل وقتي للكبائر فلم يعد هناك مكان للصغائر وبذلك أيقنت أن هذه هي الطريقة الوحيدة لجعل كل الحياة مساحة للكبائر فقط.
في تلك المرحلة آمنت أن الحلم لن يأتي إلي ليتوجني ملكة بتاج زمردي لعرشه
فتعلمتُ كيف أضع ورقة بيضاء أمامي وأُشهد النجوم والقمر على المعاهدة التي أعقدها مع ذاتي الحالمة على تحقيق كل أحلامها , تخط أناملي في أعلى الورقة مربعات كل مربع يحتوي حلم وتحت كل مربع خط يحتوي مربعات أصغر مرقمة ,بداخل كل مربع " إجراء" أو "فعل" يقربني من ذاك الحلم .
في تلك المرحلة آمنت أن كل الأفكار تغدو أشياء ,لذلك لم يكن للافكار السيئة مكان في مخيلتي .
في تلك المحطة إخترعت عبقرية القراءة التي تنص على أن حفظ المعلومات الكثيرة ليس بمهم , المهم أن أستفيد من تلك المعلومات في بناء النفس الكبيرة والعقل الكبير , عبقرية القراءة أيضاً كانت تقوم على أنه لايوجد كتاب كل حروفه مسلم بها سوى القرآن الكريم وماعدا ذلك فهو قابل للأخذ والرد , عبقرية القراءة أيضاً كانت تضع لي مساحة واسعة أضع فيها الكتاب وكاتبه على طاولة الحوار وأناقش كل مافيه من أفكار و أطروحات من منطلق قناعاتي ومبادئي الخاصة .
في تلك المحطة غنيتُ للصداقة الحقيقية التي حملتني معها لمنابر النور في الدينا وكذلك أرجو أن تكون في الآخرة .
جامعة الملك خالد كما يبدو من تلك المقدمة كانت نقطة تحول في حياتي ومحطة جميلة علمتني الكثير
ولكنها بالنهاية كغيرها من محطات الحياة التي كما تستقبل أسراب الحمام تستقبل أسراب الغربان
في تلك المحطة كانت تتجلى البيروقراطية في كل التفاصيل, فالنقاش مرفوض وحرية التعبير مرفوضة تماماً وإحداث أي تغيير ولو كان إيجابي في الجامعة مرفوض وياليتها تقف على الرفض
في تلك المحطة كانت المكاتب مُغلقة والإجراءات معقدة جداً جدا ً جداً وكانت "جرة قلم " من مسؤولة في أمر منتهي تقتضي مراجعة المكتب عدة مرات وربما يمتد ذلك لأيام ولشهور ولا غير البيروقراطية سبب
التعامل مع الطالبة كان من فوق الأبراج العاجية النرجسية , بكل زهو وإستعلاء وإستخفاف كانت تُسمع حروف بعض المسؤولات هناك
" البريستيج" موضوع مهم كانت تُحافظ عليه المسؤولات في تلك المحطة ويبذلن من أجله الكثير ولو كانت الضحية بالنهاية الطالبة ووقتها .
" الزي" كان من أهم الموضوعات وربما أولى الإهتمامات التي كانت تشغل المسؤولات والموظفات , أُذكر جيداً حينما عُينت عميدة جديدة " لكليتي" , أمضت تلك العميدة طيلة فترة " تويلها للمنصب " ملاحقة الطالبات على الزي من مكان إلى مكان آخر وفي كل صباح كنا لانرى مايتغير من اللوائح سوى الخاصة بالزي .
سأختم بموقف طريف حدث لإحدى صديقاتي بحضوري " توجهت صديقتي إلى مكتب وكيلة العميدة لشؤون الطالبات لتوقيع مشهد تخفيض على الخطوط الجوية بعد أن حصلت عليه من شؤون الطالبات , وبعد طرق الباب والإستئذان بالدخول توجهت صديقتي نحو مكتب الوكيلة فنظرت إليها بكل غضب وإستعلاء " الوكيلة " وسألتها لماذا لم تتحدثي مع السكرتيرة أولاً ؟
علماً بأن "مكتب السكرتيرة لا يبعد عن مكتب الوكيلة سوى خطوة واحدة فقط في نفس الحجرة " , المهم أن صديقتي أعتذرت وقالت : أريد توقيع هذه الورقة , قالت لها : ضعي الورقة, قالت صديقتي: ولكنني أحتاجها , قالت : إتركيها هنا وإنصرفي, قالت صديقتي : ومتى أحصل عليها ؟ , قالت: بعد ثلاث أيام
وبعد الأيام المحددة عادت صديقتي والورقة على حالها فإستسلمت وسافرت بلا ذاك التخفيض .
لاتظن مطلقاً ياقاريء هذه الحروف بأن صديقتي لم تتضجر , بلا تضجرت من هذا وقالت بصوت يكاد يُسمع : أستاذه أحتاج الورقة وأنتي لم تتكرمي بتوقيعها بعد !!!
قالت الوكيلة : حتى تتعلمي مرة أخرى أخذ موعد من السكرتيرة !
وهنا أتى قرار صديقتي بالسفر بلا تلك الورقة وبلا ذاك التوقيع
ياترى ماالسبب وراء مايحصل في جامعتي سابقاً ؟!!!
أهي البيروقراطية ؟
أم أنها عدم القدرة على التعامل مع المنصب والكرسي ؟ وعدم القدرة على إستيعاب أن ذاك المسؤول أو الموظف ماوُجد إلا من أجل ولأجل الطالب .
أرجو من أعماقي اليوم أن يكون الوضع هناك أفضل مما كان عليه في وقتي " ولو أنها ليست بالفترة الطويلة الكافية لقلب الموازين ولكن لربما كافية لإحداث تغيير ولو كان بسيط .

السبت، 16 يوليو 2011

حورية العرب " حرية "



ديموقراطية
كلمة بُعثرت حروفها بفعل فاعل
وياليتها وقفت على الحروف !!!
سُلبت منهم وهم ينظرون
فمضوا يبحثون , يناشدون
ومضى الوقت حتى أصبحت من ضمن الأمنيات والأغنيات

ديموقراطية
ديمو " إستقرت في "ديموكراسي , ديمومة الكراسي "
قراطية " إستقرت في " الأرستقراطية والبيروقراطية "
ذاك كان نصيب العرب من "الديموقراطية "

ديموقراطية
أحزاب وجمعيات
حتى وصلنا لجمعية الحمير "
تحت مسمى الديموقراطية
تماماً كطفل يلعب الترافيان طيلة يومه , هو لم ينله من الحكم ولا الملك شيء سوى أنه أشبع مابداخله

ديمو قراطية
تراقصوا على حاجز الخوف
قتلوا زمن تكميم الأفواه
ومضوا في جنازته مُغنين
وإنطلقوا يُعدَون لحفل لقاء من أعياهم فراقها
هي " حوريتهم العذراء" التي " أغتصبت " وهم ينظرون
في ميادين التحرير كان إنتصار و " ساذج من ينكره بزعم أن المستقبل مجهول
أولئك هم أمتي " أمة العرب "
أمة العرب اليوم تريد حوريتها " حرية "

الجمعة، 1 يوليو 2011

قبــــــــــــلة x قبــــــــــــــلة

















(1)
قبلة على رأس الجد " جوجل"
وقبلة على جبين سيد الحرية ومُزلزل العروش " الفيس بوك"
وقبلة على يد الشيخ " اليوتيوب"
وقبلة على وجنتي المدلل" تويتر "

قبلات وقبلات تستحقها تلك العائلة الكريمة

(2)
تلك فقط " ولى مع وجودها
زمن المُدلس
و زمن المُتفلسف " ويقال إنه مصطلح يُطلق " لمن يتفلسف " ومافيه رأسه شي "
وزمن الرقيب البيروقراطي " لم يزل كلياً ولكن " راح الكثير وبقي القليل , فصبراً صبراً "
"كنا فين وصرنا فين "

(3)
تلك فقط " ولت بمجرد وجودها السياسات "الغبية "
سياسة " تكميم الأفواه
سياسة " إعتام الرؤيا عن كل شيء إلا مايُراد منا أن نراه بوضوح
سياسة " تعبئة العقول بذات المحتوى الرديء "تلك العقول التي باتت تشبه القوالب الفارغة والتي تنتظر فقط التعبئة "

(4)
أولئــك اللـــذين كانوا يُغردون خارج السرب وجدوا لهم آخرون مطرودون من السرب بذات الحجة ومضوا يُنشدون وداعاً للغربة والتغييب

(5)
بأمر بسيط لهذا الإختراع الرائع
تسافر للصين
وتهبط في لبنــان
وتعود لتقضي ليلتك في منزلك
بأمر بسيط لهذا الإختراع تلتقي مع من تتفق أو حتى تختلف معهم في ساحة الحوار والنقاش
بأمر بسيط لهذا الإختراع تُسامر أحمد مطر ونزار قباني في خيمة الشعر وفي ظل القمر " وكم تحلو جلسة السمر مابين شاعر الحرية وشاعر الحب "

(6)
ذاك كله كان جزء من كل جميل قدمته تلك العائلة الرائعة
يحق لنا أن نحتفل بتلك اللحظة التي وصلت فيها لأنها كانت لحظة تغيير تاريخية ومرحلة جديدة فاصلة

(7)
إعترافنا بالجميل لا يعني مطلقاً "
أن نذوب
أن نضيع ونُضيَع كل شيء
أن يكون لنا هناك أوجه تختلف عن وجوهنا الحقيقية
أن نمارس الرذيلة بحجة عدم وجود الرقيب " فالرقيب الحقيقي هو من خلق كل رقباء العالم "
أن نهجر جمال الإجتماع وحميمية الأسرة

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

إختــــــــــــراع "




في مكانٍ ما " قدمت إختراعاً
فأستحقت الجائزة
ولإتمام البروتوكولات
لابد من إلقاء الخطاب
بدأت متلعثمة
شكراً لبلدي
شكراً لوالدي وأستاذي
شكراً لكل من وقف بجانبي
ثم بدأت في شرح الإختراع
أُلتقطت صورلها مع الإختراع

في اليوم التالي صدرت الصحف وخبر الإختراع هو الأول
" صحف (1) علق القراء "
هي لم تشكر بلدها كما ينبغي
كان أغلب الحضور رجال و"هي" تواجدت بينهم
هي لم ترتدِ الحجاب كما ينبغي
هي رفعت صوتها حينما كانت تشرح الإختراع

وصحــف (2) علق القراء "
هي نموذج رائع للفتاة المسلمة المتعلمة وقد خدمت البشرية بإختراعها
إختراعها يستحق جائزة نوبل
الإختراع نقلة في مجاله ولابد أن يُسجل بإسم المُخترعة ".


وبعد أسبوع صدرت قرارات
قرارات (1):
تعميم الإختراع في كافة الأجهزة التي تحتاجه
إعطاء براءة إختراع

التعاقد مع المخترعة لإيجاد المصانع لتوفر منه الكثير

قرارات (2):
تشكيل لجنة مبدئية بعد "سنه" والمدة قابلة للزيادة "لعرض الإختراع عليها 
هامش لقرارات (2)
لابد أن تدفع " هي" رسوم التقديم على براءة الإختراع 

الأربعاء، 22 يونيو 2011

إلتـــــــــــــقاطه "




أنهى صلاته , رفع رأسه للسماء , وبلحظة نقاء
ردد اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ربي إرحمهما كما ربياني صغيراً "
تراقصت أمامه كل صوره وهو طفل ينعم بحنان أبويه
عانقها شوقاً
راحت ذاكرته تلملم كل أشياؤه وتُحضرها
تبسم "
راحت عيناه ترمقان طفله إبن الخمس الذي للتو إنتظم بالجماعه
وبدأ العرض "
إنه مشهد تعلمه للصلاه من قبل أبيه وأمه
عاد صدى كل الحروف الميتة
" صل يابني " فإن لم تصل فإن النار بإنتظارك
صل يابني فإن الله سيعاقبك إن لم تفعل
صل فإن كل شيء سيصبح أسود بدون صلاة "
المشهد عرض قلبه وعقله الصغيرين والتي ترتعد خيفة وتردد صل " صل " النار " العقاب
ظهر أحمد الصغير مؤدياً الصلاة كواجب فقط ومحاولاً الهروب من النار والسواد
إنتهى العرض على وصول إبنه لحجره "بابا , بابا الأذكار "
تنفس أحمد الصعداء "
بني "هل تحب الصلاة ؟ قال : نعم
قال " لماذا تصلي ؟ قال لأن الله يحبني , لأن الله من خلقني في أحسن صوره , لأن الله يملك الجنة التي سنجتمع فيها انا وأنت وماما " والصلاه لله
تبسم ثانية " لأنه إرتسم له المشهد الذي سيمر أمام إبنه حينما يصل الأربعين "
وردد" ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً

سحقــــــاً له من فكــــــــــر "



يراقبها في كل حركة و سكنة , عيناه تلاحقها بكل مكان , لا يكف عن التساؤولات والبحث وراءها , يرى أنها هي الوحيدة الممثلة للشرف " ولو أنه تأمل حوله لوجد من العائلات من دست رأسها في التراب من فعلة رجالها لا نسائها " حينما يدخل المنزل يضع إبتسامته ومرحة وخفة دمه وكلماته الجميلة عند الباب ويحمل معه بالداخل فقط عبوسه وغضبه وكلماته التي لاتخلو من الشك , كل المشاعر والرجولة هي بالخارج وبالداخل ممارستها أكبر عيب من وجهة نظره , يستميت "وفزيع" درجة أولى " أبو الشباب , ولكن لرفاقه فقط , لا يستمع لها ولا يناقشها ولا يأخذ رأيها إطلاقاً فهي بالنهاية "من النساء و"النساء ناقصات عقل ودين " , يرى أنه أحسن حينما وفر الأساسيات والضروريات بالمنزل , يبجل غطاء الأنثى ومع أن الإسلام لم يأتي به ويطلق عبارات الإتهام نحو تلك التي لا تلتزم به حتى لو كان عقلها يزن عقله بمئات المرات , هو يقدس كل شيء يُخفي المرأة ولو أنه يمتلك مادة الإخفاء لما تراجع لحظة ليخفيها ويرتاح وليتعامل معها دون أن يراها أو يراها أحد , ُيمسي وكل بنات أفكاره ينشغلن بفكرة ويصبح وهو كذلك إنها فكرة" الإختلاط" ولا غيرها "ومن يدري فكثر التفكير يثمر فلربما إقترح ذاك غداً هدم كل المقابر وإعادة تقسيمها لأن الأموات في حالة إختلاط "!!! " , يقدس عبارة " أنتِ إمرأة ومكانك المطبخ " ولا يعلم ذاك وأمثاله أن الحياة كلها طبخة تعتمد على "الإتقان والنفس " , يتلقى ملفات و"معاريض" ويغدو كالدائرة الحكومية يردد دائماً " بكره"بكره " حينما يُطلب منه "السوق أو المشفى " , يتفنن في جلب المسكنات من الصيدلية حتى يكون المشفى آخر الحلول , يرفض فكرة الطبيب حتى لو كانت العملية مصيرها الفشل مع طبيبة , وإذا وقعت الواقعة وكان لابد من نزول السوق أو أي مكان آخر فلابد من ممارسة عدة " بروتوكولات" حملات تفتيش ومسائلة تتبتدأ بالرأس وتنتهي بأخمص القدمين وبالطبع لا تخلو من المصادرة " وحين الوصول للسوق لحركاتها ولإلتفاتاتها إحداثيات ولا مانع من وجود حارس من الأمام وحارس من الخلف , يردد لا تتحدثين لاتنطقين لاتطلبين "صوت المرأة عورة "والله تعالى يقول ( لاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) ولو أن صوت المرأة كله عوره لكان من باب أولى أن يحرمه الله تماماً في الآيه ولكنه أشار للخضوع فقط , يجعلها تقبع في المنزل لشهور ودون أدنى إحساس أو مراعاة لتلك النفس البشرية التي تبقى حبيسة الجدران لمدة طويلة .
كل تلك الممارسات " الـ.......... " تتجلى في تعامل الذكر لدينا مع "أخته" وهي أغلب ماتكون بالفعل مع الأخت "
وهنا أقول الذكر عمداً لأن الرجولة صفة لا يستحقها إلا القليل "
وللعلم فقط " فإن ذاك الأخ هو ذاته الذي يصبح لزوجته بعد ذلك خادماً مطيعاً وربما "خاتم" كما يُقال
لا أعتقد أن هناك مجال لإنكار تلك الممارسات وإن إحتوى منزل على واحده أو إثنتين أو حتى ثلاث منها على سبيل المثال فهناك منزل آخر يحتويها جميعها " تلك الممارسات لا تمت لدين ولا لعادات وتقاليد بصلة وإن أردنا التأكد فلنعد للأصل هنا وهناك " أصل الدين" القرآن والسنة " وكلاهما أتى مكرماً للمرأة معلياً لشأنها , وإن عدنا لأصل العادات والتقاليد فهم أجدادنا وجداتنا " جدتي تقول والإبتسامة تعلو محياها " كنتُ أخرج مع بزوغ الفجر إلى المزرعة أحرث وأزرع وأسقي وأطعم الأنعام وأذهب للسوق وأعد الطعام وأهتم بأطفالي " فلا أعلم مافائدة الرجل حينها ؟!!!
جدتي الأخرى كانت تشارك الرجال مجالسهم وتبدي رأيها في كل مايًقال وكانت مفخرة لوالدها كإخوتها الذكور تماماً وربما أكثر
إذاً ببساطة ذاك فكر " ليس من الدين ولا من العادات والتقاليد "هو فكر خاص يستحق من قام عليه أو حتى نشره أن يصفق له "لا لشيء إلا لأنه نجح وتفوق وأبدع في ترسيخ ذاك الفكر في الأذهان بل وجعله جزء لايتجزأ من كل تفاصيل حياتنا " , أدخله منازلنا وجعله متربعاً حتى في علاقتنا الأسرية ,قبله المجتمع ببساطة لأنه أتى في ثنايا ستار الدين والعادات وبطبيعة الحال فالمجتمع يخضع تماماً للحرام والعيب .
سحقاً له من فكر جعل الإزدواجية علامة فارقة لمجتمعنا وأفراده
سحقاً له من فكر صفق للسيطرة العمياء حتى وصلت مرحلة الفرعنة والطغيان
سحقاً له من فكر الذي جعل المجتمع نصفين " نصف هو المطبق له والنصف الآخر يعاني "
سحقاً له من مشغلٍ تافه "
سحقاً له من سارق لألفتنا في المنازل "
سحقاً له من نازعٍ للثقة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعـــــــوة "
ثق بإبنتك " ثق بزوجتك " ثق بأختك
وإنطلق معهن لحياة جميلة كجمالهن
انسلخ تماماً من ذاك الفكر فهو من جعلك كالغريب بالنسبة لهن
إقتله إن إستطعت فهو من جعل بيتك كالبيت الخرب "

الأحد، 19 يونيو 2011

تأمـــــــــــلات "



تأملات "
داعية إسلامي "
في مجتمع كله إسلامي , بل هو منبع الإسلام
أنا لست ضد التسمية ولا ضد وجودها
ولكن.. ماذا لو أُرسل أولئك الدعاة إلى من يحتاجونهم أكثر ولو لعام واحد "؟
فأولئك بحاجة لمن يدلهم على الطريق الأصل
ومجتمعنا فقط بحاجة للتذكـــــير بالفروع "
دعاة التنصير في أقصى البقاع يعانون من أجل نشر دينهم
ذاك الداعية يصل إلى اماكن لاتخطر على البال , فيجوع كما يجوعون , ويعيش كل تفاصيل الحياة المتعبة من أجل رسالته التي يحملها
" داعية إسلامي "
لو أن كل داعية إستطاع نيل هذا اللقب أُرسل إلى البلاد التي بحاجة لنشر الإسلام وقضى هناك عام أو عامين أو حتى ثلاثةتلك الرحلة بالتأكيد ستعود بنفع كبير على الداعية نفسه وعلى الإسلام وعلى البلد من ناحية نشره للإسلام "

(2)
تشويه سمعه "
ماذا لو كان لدينا قانون يعاقب كل من إرتكب فعل أو نطق بكلمات تشوه سمعة البلد سواء كان بالخارج أو بالداخل ؟
ألا يستحق من يشوه سمعة أرض الحرمين أن يعاقب وأشد العقوبة أيضاً؟
هو لا يمثل نفسه ولا يوجد مطلقاً من يمثل نفسه فقط
طالما أن الإنسان ينتمي لأسرة ولمجتمع ولطبقة معينة ولعمل معين ولدولة معينة فهو يمثل تلك جميعها
هو يمثل بلد تحتوي 20" مليون نسمه ومن حقهم عليه وحق بلده أن يمثلهم أفضل تمثيل وإن فعل عكس ذلك فهو يستحق أُن يُعاقب "

السبت، 18 يونيو 2011

مابين اليسار واليسار "حكاية


(1)
في مجتمعي يُشار إلى رجل ويُقال هذا "يميني"
ويُشار إلى الآخر ويُقال "يساري "
إطلاق تلك المصطلحات أحياناً يأتي بشكل الوصف وأحياناً يأتي بشكل تهمة
في مجتمعي تولدت لدينا طريقة معينة لقراءة حروف المتحدث "فقط التصنيف ولاغيره " من كلمة واحدة يُرمى به إما في اليمين أو في اليسار "
(2)
في النهاية "
كلاهما يسار , وكلاهما نقمة على المجتمع "
فالأول لو تُرك له الأمر لألغى خطب الجمعة ولأوجد المراقص ولباع الخمور بدلاً من الماء "
والثاني لو تُرك له الأمر لوضعنا جميعاً في " كرتون" وأغلق علينا وأصبح يُصدر فتوى عن كل نسمة هواء نستنشقها , بل إنه لن يتردد في أن يخرجنا من ذاك "الكرتون" بعد ان يكون قد ردنا إلى زمن البغال والحمير "
(3)
يبقى الوسط " قابعاً بين تلك الجهتين واضعاً يديه على رأسه من المراشقات
تارة يصرخ " ويلاه " من هول مايرى
وتارة يكتفي بأن يسد أذنيه ويغلق عينيه "
ومالم يفعله الوسط فقط " هو أنه لم يصرخ كفى "
ولو انه صرخ ورفض بجدية لوقفت تلك المهازل , ولكنه تنازل عن المنابر وانحنى بعيداً
أنحنى ليشاهد و يضحك على التصريحات النارية " المخزية " وشر البلية مايضحك
يستيقظ الوسط تارة على فكرة هدم الحرم وتقسيمه وتارة يصحو على شرح تصميم مطار جده الجديد من وجهة نظر يمنية خاصة وتارة أخرى يستيقظ على " الله والشيطان وجهان لعمله واحده "
ومع هذه المسالمة التي يوصف بها الوسط إلا انه لا يسلم أبداً " يرشقه اليمين بالغباء و التناحة وا لدلاخة تارة ويرشقه اليسار بالسلبية وعدم الفائدة تارة أخرى
كلا الطرفين يمارس نوع من الوصاية على الوسط ويقاتل ويستميت من أجل أن يصبح القائد "
متى سينهض الوسط ويحطم كل تلك المنابر المتسلقة الحمقاء ويعلن عهداً جديداً هو عهد الوسطية والتسامح والجمال !!!

الجمعة، 17 يونيو 2011

فـــــــــــــي بـــــــــــــلادي "





قالت بشغف : أحدثك عن بلادي ؟
قلت : حدثيني
قالت في بلادي : " لدينا من يحمل في جعبته دائماً بطاقات للجنة والنار "
يوزعها كيفما شاء ومتى شاء !!!
في بلادي " يؤمنون " بــ اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "
ولأنهم يؤمنون بالآية فهم " يؤمنون بأنها عمت ولم تخص
ومع ذلك ,لدينا " رجال الدين " ولا أعلم مع ذاك التعميم البقية يندرجون تحت أي مسمى !!!
ولدينا تبعاً لتلك الآية أيضاً " من يرى أن الإسلام أتى بقيود " نسفت الحرية
ولا أعلم مع ذاك الكمال المذكور , ومع ذاك الإيمان , أين يضعون هذه المعادلة المتناقضه
الإسلام كامل , جمع كل الفضائل ومنها الحرية وفي ذات الوقت "نسف الحرية !!!
أتعلمين " كل مايسمونه في الإسلام قيوداً ما هي إلا قوانيناً وتشريعات سُنت لتحمي الإنسان من نفسه فقط "
في بلادي "
دعاة دين " لمجتمع كله يؤمن بذات الدين !!!
وغالباً خطاباتهم تحوي كلمات وكأنها لمجتمع غير ذاك المجتمع !!!
أتساءل دائماً لم لا يبعث من يحمل ذاك المسمى ولو لعام على الأقل إلى مجتمعات هم بحاجة له أكثر ؟!
في بلادي "
يؤمنون بالرسول " ويؤمنون أنه أتى لتشهد العقول قبل القلوب بأن لا إله إلا الله .
لا أعلم كيف يجمعون بعد ذلك بين هاتين المعادلتين :
س= " رجل كان همه الأول أن تتوحد القلوب وتوحد "
ص = أن يصل ذات الرجل إلى مرحلة من التشدد في كل شيء لمجتمع كان يرجى منه في البدايه فقط التوحيد "
في بلادي "
غرقوا في التفاصيل ونسيوا الأصول أو ربما تناسوها
إنشغلوا بالكماليات فضيعوا الأوليات والأساسيات
في بلادي "
يؤمنون أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) , فقال : هل علي غيرها ؟ , قال ( لا , إلا أن تطوع ) , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وصيام رمضان) , قال : هل علي غيره ؟ , قال ( لا إلا أن تطوع ) , وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة , قال : هل علي غيرها ؟ قال : ( لا إلا أن تطوع ) , قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفلح إن صدق ) .

ومع ذلك "ظلوا لسنوات طويلة يتساءلون " هل المرأة تغطي يديها ؟
هل المرأة تغطي عينيها ؟
هل الدخان الذي نطهو عليه يفسد الصيام ؟
هل الرحيل على صوت فيروز من عالم إلى عالم " فسوق " ؟
هل الترحم على طلال مداح ذنب لا بد أن تتبعه توبة ؟
هل الصلاة خلف محمد عبده ينبغي إعادتها ؟
هل من يجلب القنوات لمنزله ديوث ؟
هل من يحلق لحيته ويسبل ثوبه فاجر منافق ؟!!!
في بلادي "
يؤمنون أن أرحم الراحمين وحده هو" الغفور وهو شديد العقاب ".
ومع ذلك "
يسألون علمائهم "
هل يسامحني الخالق وهل سيغفر لي ؟
هل يقبل الله صلاتي ؟!!!
في بلادي "
أناس أخذوا الوصاية على كل شيء " بإسم الدين " وبسلطة " مفتاحها الدين "
وصادروا كل شيء حتى تأمل آيات القرآن الكريم "
طبقوا كل أهوائهم تحت مسمى " الدين "
في بلادي "
نظام الإحتكار " ولكنه إحتكار من نوع آخر " إنه إحتكار الدين
وتحت هذه المظلة " يردد " ومن انت حتى تتحدث بالدين ؟
" لو كان الحديث بالطب والهندسه لما أحد تحدث ولكنه لأنه الدين الكل يتحدث , إتركوا الدين لأهله "
أتساءل حينها " هل خصصت الرسالة المحمدية لفئة معينة دون بقية العالمين ؟!!!
في بلادي "
يؤمنون بــ " ولَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ"
ومع ذلك يُقال " لحوم العلماء مسمومة "
في بلادي "
يمين ويسار
وكلاهما يرى أنه الصحيح وأنه المنقذ للسفينة التي تغرق بسبب الخصم
كلاهما تياران " ومتضادان "
الأول يطلق على نفسه التيار الإسلامي
والثاني يطلق على نفسه التيار الليبرالي
ولا الأول طبق الإسلام كما هو ولا الثاني طبق الليبرالية كما هي
في بلادي لا توجد ليبرالية حقيقية
وفكرة وجود الليبرالية في بلادي لعبة كبيرة صدقها الكثيرين
أتعلمين ماهي حقيقة اليمين واليسار ؟
هم خلل " نعم "فقط خلل
خلل من نوعين " النوع الأول إنحاز لجهة والآخر إنحاز للجهة المضادة
وما الإسلام والليبرالية إلا أدوات حرب وتراشق فقط "
الأول مستعد أن يدخل في الدين ماليس فيه من أجل ربح الجولة
والثاني مستعد لأن ينسلخ من الدين تماماً حتى يربح الجولة أيضاً
"ويبقى الوسط هو الوسط " , "وخلقنكم أمة وسطاً " الوسط هو الذي لفظ بأولئك بعد أن أدخلوه في متاهات هو في غنى عنها"
هم مخرجات رديئة "
وحروبهم مزعجة "
ولو أملك من الأمر شيئاً " لنفيتهم إلى حيث لا عودة
تنفست الصعداء وقالت " هذا هو بلدي
قلت : أتحبين بلدك "؟
نظرت إلي والدموع تختنق بعينيها
قالت : لو أملك لجعلت كل قطعة من جسدي دفينة بأرضه حتى يأذن لها الله فتنبت جميعها خادمة مطيعة لذرات ترابه "

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

سيـــــــــرة ذاتيـــــــة



مسؤول في ........
حاصل على درجة الدكتوراة في .......... ومن جامعة امريكية
محاضر في جامعة الملك ..........
عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بمدينته
كاتب إسبوعي في صحيفة محلية
حاصل على الكثير من الجوائز المحلية في القصه والرواية
عضو في جمعية مكافحة التدخين
عضو في جمعية مكافحة السرطان
عضو في جمعية أمراض وزراعة الكلى
عضو مجلس إدارة نادي رياضي
عضو مجلس إدارة مؤسسة ( خاصه )
أخيراً وليس آخراً " عضو في مجلس الشورى
ملاحظة : الفقرة الأخيرة من السيرة تم إقتراحها من صديق محب يرى إنها ( إكمال للبريستيج )

هامش"
قال لي : لو كنتِ ممن يرشحون المسؤولين " ماذا ستكون شروطك ؟
قلت في أي بلـــد؟
قال: في بلدنا
قلت : وهل يرشح المسؤولون لدينا بشروط ؟!!!
قال : إفترضي
قلت حسناً : أولاً النزاهة
قال : وثانياً ؟ قلت : النزاهة
قال" ثالثاً ؟ قلت : النزاهة
قال : وعاشراً ؟ قلت : النزاهة
قال : و .... قاطعته , ومليون النزاهة

الأحد، 12 يونيو 2011

السيد " صفر " وعائلته



(1)
الصفر "
حينما يكون يتيم ,
لا يُعار أي إهتمام "
ولا يعني سوى الخلو أو عدم وجود الشيء
فهو إذاً كما يرمز له " لاشيء "
الصفر وهو يتيم " لا يُشفق عليه بقدر مايُهمش "
(2)
ولكن حينما يحضى ذاك الصفر "بالمرافقة "فالوضع يختلف تماماً
الوقوف بجانب أحد الأرقام هو طموح يسعى له أي صفر بسيط "يتيم "
فحينها يصبح لحياته قيمه ولوجوده "معنى "
(3)
يصبح الصفر في أوج سعادته حينما يتزوج وينجب الأبناء
فلم يعد يرافق الرقم لوحده بل يتبعه زوجته وأبنائه الثلاثه والأربعة وربما العشرة
(4)
يُدعى السيد صفر بين الفينة والأخرى إلى مأدبة عشاء
ينظمها رجل محنك لا يجيد إقامة " الحفلات " والدعوة إليها إلى في جنح الظلام
ذلك الرجل يدعو الصفر وعائلته بأكملها
ويحرص أشد الحرص على حضور حتى أصغر صفر بتلك العائلة "فذلك الصغير لدى الرجل يجلب الكثير
(5)
بعد العشاء والتكريم
يقوم السيد صفر وعائلته بالعمل على الوجه الأكمل
فتوضع العائلة في " ملف إحدى المشروعات الحومية "
لتزينه "ولتنقله أحياناً من الواقع إلى الخيال
ومن المعقول إلى اللامعقول
أو ربما وُضعت العائلة " في إحدى الأرصده البنكيه " لموظف لن ولم يسأل " من أين لك هذا ؟؟""
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6)
يُسأل السيد صفر وهو يغادر مهمته الرسمية وينتظر مهمةً جديده
لمن توجه كلمة شكراً "
السيد صفر بكل عنجهيه : " للسيد " الفساد " الذي يدعونا دائماً إلى أماكن عدة
ويكرمنا ويحتفي بنا
" أنا وعائلتي ممتنون جداً " للسيد " الفساد " لأنه أكثر من جعل لنا قيمة "

الأربعاء، 8 يونيو 2011

مابين الرطيان ودرويش "








محمد الرطيان "

شرق أوسطي وامرأة متوسطية



" حكاية لم تكتمل .. لخلل في الساعة الكونية ! "



* هذه حكاية قصيرة جدا ً ، حدثت في مقهى ما ، في مدينة ما ، في توقيت ما ..

وعلى طاولتين متقابلتين :

في نفس اللحظة التي جَـلـَسَت فيها على الكرسي في الطاولة المقابلة لي .. جلست أنا ، ونفس الجرسون الذي سجّل طلبها على دفتره الصغير .. أتى مبتسما ً ليسجل طلبي ( الجرسون : كائن منافق ، يبتسم لك بشكل مبالغ فيه ، كأنك أحد أعز أصدقائه .. وما أن يُدير ظهره لك إلا ويسحب ابتسامته الباردة ، ويقول بصمت : تبا ً لك !.. هل يأتي أحد في هذا الوقت ليشرب قهوة ؟ ) ابتسمت وأنا أتخيّل شتيمة الجرسون لي .. لحظتها أشتبك نظري بنظرها وظنّت أن الابتسامة لها فردتها بابتسامة أحلى وأطيب .. لم تستمر سوى ثوان وعادت لتقرأ الصحيفة التي بين يديها .

ما الذي جعلها تسترعي انتباهي ؟

بعض النساء بإمكانهن سحب كل الأكسجين من المكان الذي يأتين إليه ، والتحكم في نسبته ، وتوزيعه على الحضور : شهقة .. شهقة . لعلها من هذا النوع !
هل أنا " الرجل " الذي يهتم لأي " امرأة " عابرة ؟.. لا .
هل لأنها تحمل صحيفتها ، وتقرأ باهتمام ؟.. ممكن .. فأنا أفضل التي تقرأ .
هل السبب ملامحها الخارجية ؟.. ولكن لا يوجد في ملامحها أي شيء خارق للعادة ..
عيناها ليستا استثنائيتين .. انفها .. شعرها .. فمها ليس استثنائيا .. ولكنها مع هذا أراها " على بعضها " استثنائية .
في ملامحها شيء لا أعرفه والأشياء التي لا أعرفها تثيرني أكثر .
لها وجه بريء ، ومبتسم .. رغم أنها لا تبتسم لحظتها . أصحاب الوجوه المبتسمة طيبون ورائعون من الداخل .. كما أتخيّل .


ما بين انشغالي بالرد على رسائل الجوال المتراكمة منذ البارحة .. ومراقبتها بحياء وحذر .. كنت أفكر كيف الطريقة إلى الوصول إليها ؟.. لم أفكر بالجنس لحظتها .. كنت أريد امرأة أتحدث معها ومن خلالها أكتشف هذه المدينة أكثر لأنني أؤمن أن كل المدن هي نساء ، ولا بد من امرأة تجعلك تكتشف المدينة أكثر ... كنت أريد صديقة .. لا حبيبة ..
ربما تكون متزوجة ، ربما تكون مرتبطة بشكل آخر ، ربما لا نمتلك لغة واحدة نستطيع من خلالها المحادثة والتعارف .. ربما يورطني قلبي معها ويسألني عقلي لحظتها : " وما هو دينها " ؟!


مضت قرابة الأربعين دقيقة منذ أن جلسنا على هذين الكرسيين أمام الطاولتين المتقابلتين .
بردت قهوتي .. وازدادت حرارة قلبي .
فجأة .. نهضت من مقعدها .. ولملمت أغراضها واتجهت نحو الشرق .
بسرعة أخرجت محفظتي ورميت من النقود ما يزيد عن الحساب منافقة مني لصاحب الابتسامة المنافقة . نهضت من مكاني .. أحسست بربكة غريبة .. وشعرت بأن أقدامي تتلعثم كأنها طفل يريد أن يتحدث !
تبعها ؟.. ولماذا ؟.. وماذا سأقول لها ؟ وكيف ستكون ردة فعلها ؟
كل هذا من أجل ابتسامة عابرة ردا ً على ابتسامة هي أشبه بخطأ مطبعيّ ؟!
وقفت على رصيف المقهى وأنا أراها تمضي في الجهة الشرقية للشارع ..
ذهبت في طريقي إلى ناحية الغرب ( وفي القلب شيء لا يمكن وصفه ) وكنت ألتفت إلى الجهة الشرقية .. إليها ...
أمشي خطوتين .. وألتفت ثلاث مرات !
ابتعدت كثيرا ً .. بالكاد أراها .
ألتفت للمرة الأخيرة .. أظنها ألتفتت .
ــــــــــــــــــــــــ

هامش : أنا " مريم " .. طبعا ً لم أولد حتى الآن !.. ولكنني أتخيّل نفسي ابنة لرجل شرق أوسطي من امرأة من حوض البحر الأبيض المتوسط . كان من الممكن أن يحدث هذا لو أن الرجل انتبه إليها وهي تقلب في جوالها .. عندما قامت بتشغيل خاصية البلوتوث . كان من الممكن أن يحدث هذا وأكون ابنة هذا الرجل من تلك المرأة لو أن توقيت التفاتتها الأولى أتت مع توقيت التفاتته الأولى .. قبل أن يمضي كلا منهما في طريقه . كان من الممكن أن يحدث هذا لو أن أي واحد منهما تجرأ وفتح الحديث مع الآخر حول أي شيء .. حتى وإن كان حديثا َ سخيفا ً عن الطقس ذلك اليوم !

الساعة الكونية لم تكن تهتم بهذه التفاصيل الصغيرة ولم تنه هذه الصدفة الرائعة كما يجب .
أنا " مريم " وحزينة جدا ً لأنه لم تعمل المصادفة لتوحيد توقيت التفاتته لالتفاتتها .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمود درويش

"قطار الساعة الواحدة






رجل و امرأة يفترقان

ينفضان الورد عن قلبيهما ،

ينكسران .

يخرج الظلّ من الظلّ

يصيران ثلاثة :

رجلا

و امرأة

و الوقت ...

لا يأتي القطار

فيعودان إلى المقهى

يقولان كلاما آخرا ،

ينسجمان

و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار

و لا يفترقان ...

.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .

ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .

لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...

أنساك أنساك و أنساك كثيرا

لو تأخّرنا قليلا

عن قطار الواحدة .

لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،

لو مرّت طيور عائدة .

لو قرأنا صحف الليل

لكنّا

رجلا و امرأة يلتقيان ...

الاثنين، 6 يونيو 2011

مؤتمـــــــــــــر"



هرعوا إلى مؤتمر في عجل
ونادوا له وقالوا أمر جلل

التقينا على طاولة الحلول
فوراً" بتوا في الأمر وقالوا نريد النزول

النزول إلى الواقع لمعرفة الخلل
لم نعد نطيق التراجع والزلل

قلت : ماالخطب ؟
مابي أراكم في صخب ؟
قالوا : أمتنا للوراء "!
قلت " ماهذا الهراء ؟

أجديد عليكم الحال ؟!!!
أم أنكم تريدون إقناعي ان ذاك من المحال !!!

قالوا " نريد معرفة السبب
وألا نقف في عجب

قال أحدهم " المال وقال الآخر "العلم " وتلك قالت " الجمود والتخاذل والألم
وامتلىء المكان بالأصوات
حتى لم اعد أسمع المشاركات

تاملت " حزنت " انفعلت " صرخت
وانتم القادة والمنقذين وتفعلون كذلك؟
فماذا تركتم للممالك ؟
السبب الذي تبحثون عنه بسيط
ولو تأملتم لوجدتموه الآن وسيط
" أمتكم أمة القراءة وضيعت القراءة "
أمتكم أمة الهدف وضيعت الهدف "
فضوا هذا الإجتماع حالاً
فلن يكون إلا عاراً

وكفى تلك الأمم علينا ضحكاً
فلم يضحكها مثل جهلنا جهلاً "

حديث مؤلـــــــــــــــــم "




صرخت
وقالت " كفاكم فكل مابي يشتكي
وكل مابي يأن من الألم
كفاكم قسوة " فلم أعد اطيق ماتفعلونه بي
بأحشائي أحتويت الظلم والقهر والفساد بعد أن حملتموها لي جثث هامدة "
بداخلي دفنتم الحقد والكراهيه والجبروت والطغيان
وكل المعاني الإنسانية البشعة "
كذلك فعتلم بي " وكذلك كنت أنا
"لتحيوا بأمان "
" لتغنوا للديموقراطية وتتغنوا بها "
"لتنطلقوا من خلف القضبان معانقين الحرية التي لطالما سامرتم النجوم تحلمون بها "
لونتموني باللون الأسود لتصبح دنياكم باللون الأبيض
لطالما تجرعت المر لأجلكم "
لطالما كنت النهاية لقصص إنتصاركم على الماضي الأسود البائس ,الذي لا تترددون ثانية لدفنه بأعماقي
بالأمس " كنت نهاية عنجهية هتلر "وجبروت صدام
واليوم " نهاية "ظلم زين العابدين
وفساد" حسني مبارك
وغداً " سأكون نهاية جنون القذافي
مااحمله عظيم ومتعب " لم تتحملوه انتم ونبذتموه لأتلقاه أنا بكل صمت
وكذلك ترددون كلما انتصرتم " إلى زبالة التاريخ
ولكن زبالة التاريخ تقول لكم اليوم " كفاكم فكل مابي يصرخ ويأن ""ولم يعد قادر على تحمل الإنسان حينما يطغى "

السبت، 4 يونيو 2011

الإنتقاء"




(1)
كثير من الأشياء حولي تجعلني اتساءل "
هل مجتمعي مغرب ؟
أم
مغيب ؟
أيهما إبتلاء وأيهما جريمة
أيهما سيجعل الكيان حطاماً وبقايا قصص وبطولة ؟

(2)

نقف على الميناء سوية " ننتظر البضائع الغربية
ولكن بالمقابل لا تغادر بضائع شرقية

ومن المنتظرين من يذوب في "الرداء "
ويصبح نسخه مقلده لمن صنع الرداء


(3)

يضع في اذنيه "قطع القطن " حتى لا يسمع
ويضع على عينيه القماش الأسود المعتم حتى لايرى
ويضع على فمه الصمغ الثقيل حتى لا يتكلم
فيصبح سعيداً
لأنه طبق
أنا لا أسمع لا أرى لا أتكلم

لكنه لم يعترف أنه
وضع في القطن ثقب ليسمع الموسيقى الهادئه أو ربما الصاخبه
ووضع في القماش الأسود ثقباً ليرى الجميلات والطبيعة هنا وهناك
ووضع في الصمغ ثقب ليدخل منه مالذ وطاب من الطعام

طبق الإنتقائية "فغيب
وذاك لم يطبق الإنتقائية "فغرب

(4)
دين منتقى
رسول منتقى
كتاب كلماته منتقاة
لأمة منتقاة
وهناك
حيث النهاية
فرطت في الإنتقاء الصحيح"

الجمعة، 3 يونيو 2011

الحضيرة"







نتغنى بالحضارة
تلك حضارتنا المدفونة بأيادي مغرم بفتاة جميلة
امضى يومه يغني لها
وجعل من كتابه مراسيل لها
وانشغل بهندامه من أجلها
ومضى يلملم كلمات الحب من السهول ومن أعالي الجبال
فنسي القدس هناك تأن
وأدار ظهره غير مبالي للعلوم والمكتبة
وصار اكبر همه لقاءها في بقعة الجمال الحالمة

نتغنى بالحضارة المدفونة
وصوت القائل من هناك يردد " ليس الفتى من قال كان أبي ولكن الفتى من قال ها أنا ذا

نتغنى بالحضارة الراحلة
ونتذكر جيداً تفاصيل الوداع على مرسى القمة
التي يقال أنها كانت لنا ومن حقنا


نردد كل الحضارات الآن هي بالأساس حضارتنا
ولم ننظر ببساطة لواقعنا
لنتأكد أننا أستبدلنا
الحضارة
بالحضيرة "

جزء من " أقزام طوال " احمد مطر




أيُّها الناس قفا نضحك على هذا المآل

رأسًنا ضاع فلم نحزن ..

ولكنّا غرقنا في الجدال

عند فقدان النعال!

الخميس، 2 يونيو 2011

دمعة على جثمان الحرية



أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،

أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،

ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،

أأكتب أنني حي على كفني ؟

أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟

لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ،

وإرهابا

وطعنا في القوانين الإلهية ،

ولكن اسمها والله ... ،

لكن اسمها في الأصل حرية



الرائع " احمد مطر

جثة







في مقلب القمامة ،

رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،

تجمعت من حولها النسور والذباب ،

وفوقها علامة ،

تقول هذه جثة كانت تسمى كرامة

أحمد مطر

الاثنين، 30 مايو 2011

سعودي 3020



وجدت نفسي بين أبخرة مصانع قد غطت السماء
وبين أشياء كثيرة كتب عليها ( made in ksa )
الطائرات والسيارات وكل شيء.. كل شيء
اصابني الفرح حتى كاد يغشى علي
وطني مصنع "
ياإلهي وطني مصنع من الدرجة الأولى
بدأت الإستفهامات تحاصرني من كل مكان
الجميع من حولي يعمل ولا أحد يتوقف ليضع لي إجابات
وأخيراً توقف أحدهم وسألني " عن ماذا تبحثين ؟
أجبته " ماذا يحدث هنا ؟, أين أنا ؟
قال " أنت في واحده من بين الآف المدن الصناعيه لدينا
قلت " في أي زمان نحن ؟
قال " نحن في 3020
قلت كيف وصلتم إلى هذه المرحلة ؟
قال " بالعلم
قلت " هل دخلت مادة الحاسب واللغة الإنجليزية إلى المناهج ؟
قال وهو مذهول " خططنا ومناهجنا الدراسية مطبقة في كل دول العالم والحاسب يصنع بأيدينا وأنت تتساءلين هل أدخلنا الحاسب ضمن المناهج ؟!!
قلت حسناً " والجامعات ؟
قال " جامعاتنا الأولى على مستوى العالم , وفي كل عام تستقبل الملايين من المبتعثين من الخارج
قلت " والبطالة ؟
قال وماهي البطالة ؟!!
قلت " تلك معضلة لطالما دمرت جيلي , تلك آفة نهشت بأجساد شباب زماني دون أن تحل , تلك جعلت من الناجح والفاشل أبطال قصة واحدة ونهايتها دمار , تلك كانت تجعل الشاب يمد يديه لوالده السبعيني من أجل أن يحصل على خمسة ريالات فقط ثمن البنزين ,تلك حركت عربة "بو عزيزي "لتهز العروش , تلك قتلت الطموح والاهداف بسكين حادة دون أدنى رحمة او شفقة ثم دفنتها بسابع أرض , قلت البطالة ببساطة " أن تتخرج من الجامعة وتبقى في المنزل دون عمل "
قال " لا يوجد لدينا من لايعمل .إطلاقاً , والحد الأدنى للأجور لدينا ( 10000 ريال )
قلت حسناً ماذا عن الفساد ؟!!
قال " لا .. لا , سلعنا غير فاسدة " سلعنا الأولى والأسواق الأخرى لا عمل لها سوى تقليدها "
قلت " لا " الفساد الذي أسأل عنه " هو ذاك الذي أغرق جده عندما هطلت قطرات مطر , الفساد هو الذي جعل الطرق قبور , الفساد هو الذي غيب الحقوق, الفساد هو الذي كان يجعلنا نسمع دائماً " مشاريع بالتريلونات " ولا نرى منها على أرض الواقع شيء , الفساد هو الذي كان يضرب ثمن المشروع الواحد في ستة أصفار وأحياناً بسبعة "!, االفساد هو الذي كان يحاك في الظلام ولكنه كان ينمو و يعيش في وضح النهار وأمام أعيينا , الفساد مر تجرعناه من أيادي على مستوى عالي من الكذب والخداع والجور .
قلت " حسناً دعك من الفساد والبطالة وحدثني عن الواسطة "؟
قال مصطلحاتك غريبة جداً !! وماهي الواسطة ؟
قلت الواسطة هي التي كانت توجد لمريض سرير في مشفى حكومي بينما الآخر الذي لا يمتلكها يظل يصارع الموت , الواسطة هي الوحيدة التي كانت قادرة على قلب كل الموازين , الواسطة المرأة الفاتنة التي تذوب أمامها كل القوانين , الواسطة هي فقط التي لا تعرف المستحيل , الواسطة " قوة كانت تخترق الجدران الصلبة وأحياناً تمحوها تماماً .
قال " فهمت يبدو أنك تقصدين العصا السحرية
قلت بالفعل هي كذلك !

قلت و القبيلة والعنصرية والمزايين ؟
قال : المزايين " من الزين " وكل شيء لدينا " زين " بداية من ناطحات السحاب وإنتهاء بالبواخر التي تجوب البحار
و العنصرية " في كل عام نكرم على أننا الدولة الوحيدة الخاليه من العنصرية تماماً
وأما القبيلة " فهو مفهوم نحترمه جداً ونقف عند قوانينه ونتعامل معه كالرجل المسن الوقور
قلت " ألا زالت المنافسة قائمة على الحوز بلقب " أفضل قبيلة " , ألا زال الإختلاف قائم ؟
قال " أي إختلاف ؟
قلت إختلاف القبائل ؟
قال نحن قبيلة واحدة , كيف نختلف ؟
قبيلتنا واحدة , وجميعنا ننتمي لذات القبيلة ونفتخر بها .
قلت والمرأة وقيادتها وصوتها وعملها "
قال " المراة لدينا هي التي حققت النموذج المثالي على هذه البسيطة , نموذج مكتمل يجمع بين النجاح إلى حد اللا معقول
والخلق المرتفع , أنموذج حي في كل المجتمعات , وبذلك " أصبح حجابها متواجد وحاضر في كل مكان لأنه رمز النجاح

نظرت إلى منقذي من حيرتي إذ به يستعد للرحيل " قلت إلى أين ؟
قال لقد تحدثت معك طيلة فترة " إفطاري " وزدت عليها دقيتين , سأعوضها في نهاية العمل
قلت " أيوجد لديكم قوانين صارمة إلى هذا الحد ؟!!
قال : لا ولكنه عملي , جزء مني يجب أن البيه كما ينبغي
ولهذا لا حاجة للقوانين , فحب العمل قد تمكن من الجميع هنا
أقفى وأنا أتنفس الصعداء وأردد
" غاب الفساد , فحضرت الحقوق , فتمكن النجاح , فحصلت السيادة "
رحلت من ذاك الزمان وأنا حزينة سعيدة
حزينة على زماني
سعيدة " بسعودي 3020"
تمنيت لو أنني لم أرحل من ذاك الزمان أو تمنيت حضوره لزماني" فلقد " هرمنا "

الاثنين، 23 مايو 2011

بس نفهمها"




كم هي جميلة الحياة وكريمة ورائعة " بس نفهمها
نعمل ونتعب وننتج وننجز فننجح
فيصبح للطعام " لذة
وللنوم " لذة
وللهو واللعب لذة
وللجلوس مع الأصدقاء " لذة
وحتى القهوة يصبح لها مذاقها الخاص المميز
" الحياة حلوة بس نفهمها"

..كذلك فهمي للحياة وكذلك أسقاني إياه والدي

(2)

في فن التسويق "فن تسويق الذات
وهو ان تتعلم كيف تسوق نفسك
والناس تبعاً لهذا الفن ينقسمون لثلاثة أقسام "
من يسوق نفسه وهو كالسلعه الفاسده تماماًوهنا ستجد أنه يحاول لفت النظر ,"وترقيع مايمكن ترقيعه
من يسوق نفسه وهو يستحق فعلاً أن يبرز وأن تراه العيون وهنا يكون طريق للنجاح
أما القسم الثالث فهو كالسلعة النادرة التي يتهافت عليها الناس سواء كانت جيدة أو عكس ذلك المهم أنها تسد عجز وتغطي فراغ

يجتذبني القسم الأول كثيراً فيجعلني أتساءل "
ياترى كم من اللذين حولنا أجادوا تسويق أنفسهم وهم لا يمتلكون شيء,والأمر من ذلك إذا كانوا قد فرضوا علينا فرض لا لإقتناعنا بهم وإنما لإقتناع الآخرين بهم"

كثيرون أولئك في عالمنا العربي والأكثر منهم اللذين لم يستوعبوا بعد
" ان تسويق الذات على لا شيء " ماهو إلا السبب الرئيسي في جعل أمثال القذافي يحكمون شعوباً

الجمعة، 20 مايو 2011

حديث مع طبيبي"



قلت : أعاني صراع مع ذاتي يكاد يخنقني
أفكر كثيراً واتساءل "
لماذا كل التفاصيل تشغلني ؟
لماذا كل الاحداث تستوقفني للتحليل؟
لماذا لا يكف عقلي عن الترحال بينما عقول الآخرين في سبات ؟
لماذا أرى الرمادي وبقية الألوان بوضوح بينما غيري إما الأبيض أو الأسود وإنتهى؟!
لماذا ارى زوايا الصور ؟
لماذا أرى فجوات المجسمات ؟
لماذا أرى ذرات الغبار ؟
لماذا يتسلل قلبي إلى هموم الآخرين ويقتحمها ؟
لماذا تمسع أذناي الانين والهمهمة ؟
لماذا أشم روائح تزعجني بينما الآخرين يرونها روائح عطرة ؟
لماذا أحلم بالحرية والكرامة ؟ وأبذل من اجلها الكثير ؟

لست متشائمة بل متفائلة من الدرجة الأولى
طموحة وحالمة
أخلق السعادة
واستمتع بكل مالدي
أعشق الإبتسامة وثقافات الشعوب والتواصل بالإحساس مع الآخرين

لكنني بإختصار لم أجد الواقع الذي يحويني

قال " صراعك مع ذاتك سينتهي أذا وجدتِ قضيه ثم تبنيتيها وغصتِ بأعماقها
قاطعته "
أحياناً أتمنى ان الله خلقني كما غيري
يتجاهل ذرات الغبار حتى لو اعتمت رؤياه , ويرى كل المجسمات مكتملة حتى لو سقطت امام ناظريه ولا يشم الروائح الكريهه حتى لو خنقته ولا يسمع الأصوات حتى لو كادت تقضي على حاسة السمع لديه ويرى ان الصوره فقط ذات بعد واحد وعقله في إجازة دائمة ولا يرى سوى الأبيض أ و الأسود
قال : ولماذا ذلك كله ؟
قلت : حتى أرتاح
ولا أشعر بالإختلاف
قال : التميز
قلت : أكذلك التميز
آآآآآآآه كم هو متعب التميز إن كان كذلك
قلت : أفكر بعقلي كثيراً حتى يغيب قلبي وأشعر انه يصرخ يريد المشاركة
قال : امحاولة للتنصل من الأنوثة ؟
قلت : لا بالعكس فأنا احترم انوثتي جداً بل وأبجلها
ولكن قلبي لو حكم سيدمر ’ وسيتخذ قرارات فاشلة
قال عدم ثقه في قلبك ؟
قلت " بل خوفاً عليه
قال مالحرية التي تحلمين بها ؟
" قلت ألا أقيد بقيود غير مقتنعة بها
قال بماذا تحلمين ؟
قلت : أن يطبق الإسلام كما هو وبلا أدنى تأثير من أشخاص يحملون قناعات لطالما دمرتنا وخلفتنا
أحلم أن أرى حمام السلام يرفرف في كل مكان بكل أمان وإطمئنان , أريد أن أراه وهو مطوق بطوق الراية الخضراء
أحلم أن أرى وطني أفضل الأوطان" فلا فساد ولا تدليس ولا مؤمرات تحاك في الظلام
أحلم أن أرى مجتمعي العلامة المميزة والفارقة بكل شيء
قال " وأنتِ أين الأحلام التي تخصك ؟
قلت : تلك أحلامي وتلك تخصني
قال : ولكني لم أرى فيها ما يخصك !
قلت : بل هي أنا
قال : بداخلك رسالة ؟
قلت : رسالة عميقة
هو السعي لتحقيق تلك الأحلام

قال "لا زلت تفكرين في صراعك مع ذاتك؟!
قلت : كثيراً
قال " الحل بيديك انت فقط
قلت : كيف
قال : أن توجدي حل للخروج من ذاك الصراع
قلت : أظنه شيء واحد هو الذي سيريحني
أن أنجح نجاح مبهر ويشار له بالبنان
قال : ماهو النجاح؟
قلت أن تخطو خطوات يحتذى بها بعد ذلك
أن تشق طريق بإسمك لا ان تشق ذات الطرق التي شقها الآخرين
أن تصنع من المستحيل جمالاً لا يضاهى
أن ترسم خطوطاً وملامحاً واضحه لطموحك حتى يصبح درساً يلقن لكل حالم
أن تجسد رسالتك الأسمى تمثالاً على أرض الواقع
قال " ذلك الحل؟
قلت ولاغيره

محاوري " كان طبييب أوجدته من داخلي ليجلسني على كرسيه
وليستمع لي
وليشاركني في البحث عن ذاتي لربما, الذي عانى من صراع حتى فقد وعيه
طبيبي ذاك أوجده كلما أحسست أنني تائهة
ولكم نحن بحاجة لأن نوجد من أنفسنا ومن داخلنا طبيب نفسي يستمع لنا ويعالجنا فلن يستطيع كل أطباء العالم أن يكشفوا مابنا مالم نتعرف عليه نحن أولاً ونحاول علاجه .

نوافذ"




نافذة السبت "
أطلت على الأمل وداعبته كما لو كان عصفوراً صغيراً
أطلت على العمل والتفكير دون توقف
أطلت على الحلم بالقمة والقمة فقط

نافذة الأحد"
أطلت على التعب من نافذة السبت
أطلت على إكمال تفاصيل نافذة السبت

نافذة الأثنين"
أطلت على سعادة الإنجاز
وحرارة تصفيق الجمهور
أطلت على إنتظار

نافذة الثلاثاء "
أطلت على ملازمة الكتب "إستعداداً لإختبار الخميس
أطلت على التفكير المضاعف والعمل المضاعف كذلك

نافذة الأربعاء "
صراع من أجل البقاء
وعمل من كل الجهات
حصار التفكير يكاد يقتلني
والجميع من حولي مبتهج يستمتع بكل اللحظات
ونصيبي كان من تلك النافذة " المتابعة من بعد فلا مجال للمشاركة

نافذة الخميس "
في الإمتحان يكرم المرء أو يهان
كان الإمتحان وأكرمني الرحمن
رقص قلبي طرباً
حينما سلمت الورقة
ونظر للدنيا من حوله وكأنه لأول مرة يراها
راها وردية وزاهية
ويبدو بأن النوم فقط كان يكفي لينسيه كل نوافذ الأسبوع المتعبة
كانت نافذة جميلة "

نافذة الجمعة "
أطلت على الحزن
والملل والخوف
ولا أعلم لماذا كل ذلك ؟
يا إلهي كم هو متعب ومرهق ان يتألم الإنسان ولا يستطيع تحديد مكان ذاك الألم
يارب يارب يارب
غداً ستفتح نافذة السبت مجدداً إن أطلت في عمري
فأشرح صدري ويسر لي الخير
وأعني فلقد تعبت تعبت تعبت "

الخميس، 19 مايو 2011

حديث الحـــــــــــــرية "






1)
( رجل حر )
صفتان من حق
" الأقلية فقط "
يقعون في رأس الهرم , وفي وجه المدفع دائماً
"الرجل حر والحر رجل "
إن فعلوا في مجتماعتهم وجدوا اللوم والتانيب وإن لم يفعلوا وجدوا اللوم والتأنيب أيضاً " , ذلك دليل على أنهم السهم
المسلط والسيف المسلول في جميع الإتجاهات
الذكورة لا تساوي الرجولة مطلقاً " الذكورة فقط نوع " بينما " الرجولة صفة "
الحرية لا تساوي التحرر مطلقاً " التحرر عبث وإنحلال " بينما " الحرية فضيلة "
اختفاء كل القيود " تحرر
اختفاء بعض القيود " حرية "
بذات المعادلة " إمرأة حرة "
(2)
( ليست كل الفروض قيود بينما كل القيود فروض )
للتاكد من الجزء الأول ضع مثال " الصلاة
وللتأكد من الجزء الثاني ضع أي قيد يطوقك "
لو مارسنا الفروض بحب وإستمتاع فلن تقيدنا مطلقاً
بينما القيود تظل فروض تخنقنا خصوصاً إن كانت تلك القيود غير إختيارية "

(3)
كلنا نصارع من أجل الحرية
ومنا من يشعر بذلك الصراع ويقر به ومنا من لا يقر به مطلقاً بإعتبار الحرية والمطالبة بها عيب "
المرأة تصارع في المنزل من أجل حريتها
والطفل يصارع في روضته وفي حجرته الصغيره من أجل حريته
(4)
في زحمة الحياة نحن بحاجة إما "
لبقعة وردية , أو نسمات هواء باردة
ولكلاً منها ضريبة " فالأولى ستسمتع بها وأنت مكانك , وحينها تكون لم تفارق الزحمة سوى معنوياً
والثانية " ستحملك إلى مكان آخر ولكن إن عدت فستعاني فراق ذاك المكان وصعوبة التأ قلم مجدداً "

الاثنين، 16 مايو 2011

ماذا سيفعل العالم حينها ؟




(1)
أغمضت عيني في لحظة هدوء وبدأت أتخيل
تخيلت وطني بلا "غرق " حينما تنزل " رشت مطر "
تخيلت جده بلا خوف من تهديدات " بحيرة المسك "
فتساءلت " حسناً إن إختفت مأساة جده ؟ فكيف سيعيش العالم بلا رائحة " المسك" ؟!
(2)
تخيلت وطني بلا بطالة
والجميع لديه عمل "
والجميع ينتج "
وأن الشوارع قد خلت من أولئك اللذين كانوا يجوبونها بلا أدنى هدف "
فتساءلت " حسناً إن إختفت البطالة ! سيشتاق العالم بالتأكيد لمنظر الشاب الذي يحمل ملفه الأخضر !
(3)
تخيلت وطني بلا رشوات ولا "محسوبيات" ولا واسطات
وأن القانون أصبح هو الذي يقرع الرؤوس ويفرض نفسه
وان الكل في مكانه الصحيح
فتساءلت " حسناً إن إختفت الواسطة ! أين ستذهب مسكينة ؟ ’, فالعالم لا يعرفها هي بالنسبة له مخلوق غريب يجب عليه
أن يظل حيث ولد ونشأ .
(4)
تخيلت وطني بلا شارع " قاتل"
وأن المواطن بدأ يحمل حاجيات نزهته ليجلس به من جماله
وأن المواطن لم يعد يفرق بينه وبين الحديقة
ولكن ليست " حديقتنا " أي حديقة أخرى في أي مكان آخر
لأن " حديقتنا" حالياً " كشارعنا حالياً تماماً ,, شارعنا حاليا " أي قبل التخيل
فتساءلت حسناً إن إختفى ذلك الشارع ! فأين يمارس المقاول موهبته في المرواغة والكذب وبالتالي فإن العالم سيفتقد ذاك
المقاول أشد الإفتقاد "
(5)
تخيلت وطني بلا مشاريع وهمية
وأنه أصبح مليء " بناطحات السحاب "
وأبخرة المصانع فيه تتزاحم
واصبحت قادرة للوصول للحرم المكي "بقطار "
وأنه ينتظر أن يستضيف اولمبياد عالمية "!!
فتساءلت حسناً " إن إختفت المشاريع الوهمية من لدنا ! فكل العالم حينها سيصبح واقعي وبالتالي كل العالم مثالي " ولأن
الواقعية والمثالية التامة تجلب الأمراض فالعالم بحاجة لأن تبقى نسبة من الوهم تحميه وتلك النسبة هي
لدينا "
(6)
تخيلت وطني بطيران منافس
وأن المواطن أصبح يحمل حقيبته متى أراد للمطار ليسافر
وأن طائراتنا لم تعد " الماسورة "
وأن رحلاتنا بالدقيقة والثانية
وأن مطاراتنا تحف معمارية يشار لها بالبنان
فتساءلت حسناً " إن أصبح الطيران السعودي كذلك " من أين للعالم نفاية يرمي فيها طائراته ؟
(7)
تخيلت تعليم وطني الأول
وأن جامعاتنا تقوم على البحث العلمي
وأن مدارسنا غدت منارات لتخريج علماء المستقبل
وأن جامعاتنا تستقبل المبتعثين من كل الدول
فتساءلت حسناً " إن أصبح تعليمنا كذلك " فمن سيحتل المرتبة الأخيرة في قائمة الجامعات على مستوى العالم ؟!!
(8)
صحوت من ذلك الخيال وأنا أتساءل "
ماذا لو إختفى الفساد من بلدي ؟
من أين للعالم مسرح يمارس فيه الفساد وبأعلى الدرجات ؟!!!

الأحد، 15 مايو 2011

زبدة الكلام"


(1)
سألتني : من أين تاتي الفكرة ؟!
قلت : من أين أتيتِ بالسؤال ؟
قالت : من إحداهن
قلت : وكذلك الفكرة
قالت : كيف؟
قلت :إما أن تكون الفكرة نابعة من داخلك وإما أن تكون نابعة من إحداهن أو ربما من أحدهم
قالت: عن هذا اسأل؟ , إن كانت الفكرة نابعة من داخلي فمن أين تأتي ؟!
قلت: ستأتيك الفكرة فقط " إن إحتجتِ أو أحببتِ
قالت: أتظنين ذلك ؟!
قلت : أظن أنه لا يوجد دافع للإنسان لكي يفكر ويبدع سوى الحاجة أو الحب.
(2)
يتجرع المر من يديها فيبتسم ويستمتع به كما لو كان الشهد الزلال
يتذوق العسل من يديها فيتجهم ويتضجر كما لو كان يتجرع السم
هو كذلك مع الأولى لأنه أحبها وهو كذلك مع الثانية لأنه ...............
(3)
نسميه "هامش "
ونتفق على أنه "هامش"
ومع ذلك يجتذبنا ويجعلنا نفكر
أحياناً يرحل بنا إلى مكان آخر وإلى حيث لانعلم
"الهامش " أحياناً أهم مما يقع بداخل الإطار
" الهامش" غالباً "زبدة الكلام ".

السبت، 14 مايو 2011

ف س ا د "




طرقات تلتهم البشر
مناقصات حكومية بالملايين مغيبة
واسطات تجعل الفاشل في الأعلى والناجح أسفل سافلين
اخطاء طبية قاتلة والقضية ضد مجهول
المحال التجارية متستر عليها والسعودة في خطر

ف س ا د " ولو حذفنا الفاء " لعلمنا إلى أي مدى وصل !

حديث "



سألني عن قوانين نيوتين الثلاثة فقلت لا اعرف منها سوى " أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار معاكس له في الإتجاه "
سألني عن سرعة الضوء " فقلت لا أعلم ولكني أعرف أنه أسرع من الصوت
سألني عن وحدة الفيض المغناطيسي فقلت لا أعلم ولكني أعرف جيداً أن وحدة القدرة "الوات" , لأنها المعلومة التي إجتهدت لإيصالها للطالبات حينما كنت في فترة " التطبيق
قال بخبث : فكيف يطلق عليك خريجة فيزياء إذاً؟
قلت : لا أعلم ولكن كل ماأعلمه أنني بقدرة قادر وجدت نفسي " تلميذة جامعية بقسم الفيزياء"
وأعلم جيداً أيضاً أنني لست الوحيدة التي عاشت ذات القصة
واليوم " أحترمه فقط كعلم و يكفيني أنه عشق معلمتي المبدعة والناجحة " زانه الشهري "

المدينة الفاضلة "



(1)
صاح بهم رجل عجوز أن هلموا هلموا
وحين إجتمعوا حوله , نظر إليهم وقال:
اليوم مدينتنا ستتحول
فنظر الجميع إليه بإستغراب
عن أي تحول تتحدث أيها العجوز ؟!
قال : سنلتقي هنا بعد أسبوع ولكن لقاءنا حينها سيكون مختلف
فهنا سنلتقي مجدداً وكل واحد منكم يعرف ماهو الفن الذي يجتذبه , بل ماهو الفن الذي يستطيع ان يبدع فيه
هو أسبوع ليكتشف كلاً منكم ذاته
تفرق الجميع وهم يحملون ذات السؤال " ياترى ماهو الفن الذي أبدع فيه ؟
ماهي موهبتي التي لم أتعرف إليها حتى الآن ؟!
(2)
وبذات الزمان وبذات المكان "
صاح الرجل العجوز مجدداً أن هلموا ولكن هذه المره الكل كان بإنتظار هذه اللحظة "
إجتمعوا حوله ونظروا إذ به يضع على الأرض أشياء وأشياء
فقد وضع قلم , فرشاة , سيف , وأشار للمنبر الذي يقف عليه وقال بصوت عالي "
إنظروا إلى هذه الرموز ولينطلق كل منكم نحو الرمز الذي يعنيه ومن لا يجد نفسه بينها فليذهب في مكان محايد وليضع الرمز الذي يراه مناسباً
إجتمع حول القلم كل من يعشق لغة الضاد , وإجتمع حول الفرشاة كل من يحول الأسود إلى الأبيض والألوان الزاهيه , وإجتمع حول السيف كل من برع في القتال , وإجتمع حول المنبر كل من يصنع لصوته صدى
ولم يقف التصنيف عند رموز العجوز بل لقد وضعت كل مجموعة رمزها المناسب
وبقي احدهم بلا أية إنتماء " فنظر إليه العجوز وتبسم " لا تقلق يابني "
وقف العجوز على منبره وقال " فليمارس كلاً منكم فنه وموهبته مع مجموعته وفي مدينتنا ولنا لقاء
وأقفى العجوز وتركهم "
(3)
بعد عام " أصبحت المدينة ملتقى للشعراء والأدباء والرسامين والخطباء والمقاتلين و...و....
بل أصبحت مقصد كل مبدع
عمارتها لا مثيل لها , وطرقاتها أشبه بالخيال وكل شيء فيها مبهر ويشير بالبنان لشعبها "
الشعب المنتج المبتكر في كافة المجالات
الشعب الفاضل الذي هذب نفسه بتلك الفنون فأنعكست في كل تفاصيل حياته وتصرفاته
تلك المجموعات التي إجتمعت بالأمس إجتماع عشوائي حول الرموز اليوم أصبحت مؤسسات منظمة ورمزها ذاك أصبح الشعار الذي يسوقها في كل انحاء العالم
والأهم أن تلك المؤسسات تعمل مع بعضها بشكل متكامل والفضل يعود لإدارة العلاقات الممتازة فيما بينها والذي يعود "لذاك الشاب الذي تبسم له العجوز حينما لم يجد نفسه بين تلك المواهب !
(4)
وقف العجوز في نهاية العام على ذات منبره وصاح قائلاً :
اليوم سنعلق على مدخل مدينتنا مسماها الجديد إنه المسمى الذي يليق بها
سنضع وكلنا فخر "المدينة الفاضلة ".

الجمعة، 13 مايو 2011

دعوة للضحك"


يحرم وجود الخادمات في المنازل ويرى إنه إختلاط لا مبرر له , ويرى أنه من تواجد الفتنة بين الأبناء ,
منزله قائم " على أربع خادمات ومربية ومدبرة منزل !!!

يحرم خروج الأسرة مع السائق ولو في أحلك الظروف ويرى أنه لا داعي لوجود السائق من أصله
" بناته لا يوصلهن للجامعة والسوق يومياً إلا السائق !!!

يدعو للسياحة الداخلية بكل ما أوتي من قوة , ويروج لها ويبذل من أجل ذلك الغالي والرخيص
" في أشهر الصيف الجميع يسأل عنه لايجده ؟!, فلربما لندن التي يقضي بها إجازته السنوية قد غدت من ضمن حدود بلادنا الحبيبة!!!

كل من أتاه ليتوسط به لعله يوجد لقريبه فرصة للعلاج بالخارج على حساب الحكومة صرخ بوجهه " وما بها مستشفيات الحكومة؟ ثم أنا لا اتعامل بالواسطة مطلقاً وأكره كل من يستخدمها
" مساجه" الخاص لا يكون على الوجه الأكمل وبالمواصفات التي يرتضيها إلا في " المغرب " أو حتى " في ..........
" إبنه فهد" في السنه الأولى طب مع أن معدله في الثانوية 70 %!!!

يمنع تماماً ويحارب دخول اللغة الإنجليزية أو الحاسب على مناهج الطلاب بالمدارس الحكوميه
" أبنائه يتعلمون الفرنسية والفروسية والموسيقى فضلاً عن اللغة الإنجليزية والحاسب في المدارس الأهليه " الخاصه!!!

في دوراته التدريبية المقامة يدعو لنشر ثقافة الإبتسامة والحوار الهاديء وعدم الغضب مهما كانت الأسباب
"في منزله لا يتحدث مع زوجته إلا عابساً متجهماً وأحياناً تضع هي الوسيط بينهما فقط لتبدي رأيها بشيء ما !!!

يدعو للنزاهه والإخلاص والصدق والوضوح والعطاء وحب الوطن وهو ...........

يوجد أحياناً أشياء من هولها لا تستطيع التعليق عليها ولو أنك إستغثت بكل كلمات الدنيا لما أغاثتك بوقتها "فتجد نفسك واقفاً تنظر لها بذهول وتشعر أن الشيء الوحيد الذي ممكن أن يشفي غليلك حينها أن تستلقي ضاحكاً
الرجل السابق "
هو لوحده نموذج مفارقات يدعوك للإستلقاء على ظهرك من الضحك " سبحانه قادر على كل شي "

مابين النزهة والكشتة علامة فارقة "







(1)
واحة خضراء مليئة بالورود الحمراء والصفراء والبيضاء التي تفوح عطراً في كل مكان وأشجار خضراء كبيرة تمتد ظلالها إلى مسافات , وفراشات ملونه تتراقص هنا وهناك بصحبة "النحلات" التي تجمع الرحيق من هنا وهناك ولتكتمل الصورة كان لابد من مشاركة العصافير بتغريدها في الأنحاء بالإضافة إلى البحيرة التي توسطت تلك الواحة بمياهها الصافية الزرقاء أو ربما جدول المياه المنساب برفق وصوت خريره الشجي الذي يصنع مع صوت العصافير سحراً , بوسط تلك الصورة الفاتنة يتوسط " البساط " والسلة التي تحوي المأكولات وأدوات الشي "
لا أعلم لماذا كانت تُسيطر تلك الصورة على مخيلتي وأنا صغيرة عندما تُذكر كلمة نزهة "
ربما لأنني من جيل "هايدي" الذي كان يُمتع ناظريه بتلك المشاهد يومياً ويحلق مع ذاك " الكرتون " إلى أفق وطبيعة يفتقدها في واقعه
(2)
في ذات الوقت الذي كانت كلمة نزهه ترسم لدي تلك الصورة , كانت لدينا كلمة مستخدمة هي المرادفة " رحلة " وفي رواية أخرى " كشتة "
بعد أن كُبر عقلي الصغير قليلاً بدأ يستوعب أن كلمة نزهه هي ذاتها رحلة أو كشتة " ولكن بإختلاف بسيط في مكونات الصورة
ففي الكشتة صحراء قاحلة " وجبال " " ورائحة الهيل الفواحة "" وشبة النار" واللون البني القاتم بدلاً من الأخضر و تكتمل الصورة بوجود "القرود السائبة بدلاً من العصافير وجدول المياه " في طبيعتنا الجنوبية على سبيل المثال
(3)
وبغض النظر هل كنا نستخدم الكشتة أو النزهة لنخرج من المنزل ولنجتمع و " لنغير جو "
الأهم أن سؤالاً لا يغادرني على الإطلاق
" لماذا نزهاتنا أو كشتاتنا نحن " السعوديين " بالذات لا تخلو من الطعام ؟!!! بل قائمة على الطعام بمعنى أفضل , فالطعام هو الشي الأساسي فيها
أول ما نبدأ تجهيزه الطعام ! , وإن لم نجهزه من المنزل فإن أول سؤال عند وصولنا لمكان النزهة " هو أين وماهي المطاعم المتوفرة في هذا المكان؟!!
هو أول مانتفق عليه عندما نتفق على نزهة .
(4)
لتتيقن أن كل ماذكر بالأعلى واقعي جداً "
تابع مسلسل نزهة سعودية من بدايته وحتى نهايته , فحتى السيارات لم تعد قادرة على حمل الطعام الذي نعده فقط لبقاء ساعتين في الخارج !!!
وأنظر عندما نصل للمكان المحدد " فأول ما يوضع في المكان هو الشاي والقهوة والأطعمة المتنوعة والتي تكفي لشهر !
ولا تنسى " النساء اللاتي يحملن يأيديهن " صواني الحلويات " وفي رواية " صنايا!
وتنحصر مهمتنا في تلك النزهة منذ بدايتها وحتى نهايتها بمقابلة ذاك الطعام وتقييمه " والأهم من ذلك العهد الذي قطعناه على أنفسنا قبل الحضور وهو القضاء على ذلك الطعام بأكمله وكأننا ننافس في مسابقة "
والأمر والأدهى " والمضحك المبكي" في تلك الصورة هو مايحدث في الحرم المكي على سبيل المثال " أصبحنا نميز بعضنا نحن السعوديين بالبساط وبكميات الطعام المهولة التي توضع في ساحة الحرم ويتم الإجتماع حولها !!
(5)
لماذا ترتبط نزهاتنا نحن السعوديين بالطعام ؟ بل لماذا تقوم على الطعام ؟
أهي ثقافة النزهة الخاطئة لدينا ؟
أهو ظن منا أن المتعة الوحيدة التي سنجدها هناك هي الطعام ؟
أم أنه إنعدام أماكن النزهة الحقيقية لدينا , أتصور لو كان لدينا أماكن توفر المتعة بشكل حقيقي وبرامج ممتلئة بالتجول والإكتشاف وبالتالي الإستمتاع لكان " الساندويتش والعصير على الماشي يكفي "
لكن مسكين هو المواطن السعودي الذي لا يجد المكان المناسب للنزهة فيفضل أن يقابل الطعام منذ خروجه وحتى عودته حتى لا يشعر بالفراغ وعدم الإستمتاع "

الثلاثاء، 10 مايو 2011

فارس السيف والقلم "




(1)

يقيم الدنيا ويقعدها بتصريحاته النارية
كلماته بالمدنتديات والمواقع الالكترونية تاتي كالسهام اللاذعة
يمثل الحرية تارة والطيش تارة
يرمي بالحروف هنا وهناك ويرحل
لا يفتئ يجمع العبارات ويلصقها لتكون سيفاً مسلولاً
(2)
مواضيعه هي الأولى قراءة
هي الأولى تعليقاٌ
هي الأولى ردوداً ونقاشاً
هو ذاته الإسم المستعار الذي يقلب به كل الطاولات على رؤوس اصحابها
لا يتنازل عن فكرة يحملها بسهولة , ولدية نفس عميق في النقاش
(3)
يحلق من مكان إلى مكان وبلحظات حاملاً ذات الفكر وذات النضال عن افكاره ومعتقداته
لا يروج لها بقدر مايدافع عنها إلى آخر اللحظات
(4)
بذات الطاقة وبذات الحماس الذي يبتدئ به يومه في العالم الإلكتروني ينتهي
أصبح اللغز الذي يحير الجميع
لا يكشف أوراقه بسهوله
يعشق الحرية والإنطلاق ويكره ويحارب " تكميم الأفواه "
(5)
هويته تظل مجهولة وغامضة
تختبىء خلف إسمه المستعار" فارس السيف والقلم "
لطالما حاول أن يمثل ذلك الإسم ولقد فعل
ترى بين حروفه حلمه بالإنطلاق حيث لا رقيب ولا محاسب
ترى بين حروفه حبه لوطنه ولمجتمعه
ترى بين حروفه صدقه وحلمه بالغد المشرق

فقط تلك الأمور التي ممكن أن تعرفها عن فارس السيف والقلم من خلال حروفه إضافة إلى الشباب الذي يشرق
من بين عباراته الحادة
(6)
فارس السيف والقلم ببساطة "
محمد
مراهق في السادسه عشر من عمره
لا يسمح له والديه بالخروج مطلقاً من المنزل
يقبع خلف ذاك الجهاز منذ عودته من المدرسه إلى أن يحين موعد نومه
فقط ببساطة " هذا هو شاغل البشر في الفضاء الإلكتروني الفسيح
مراهق صنع من وحدته وبقاءه في المنزل هالة من الإهتمام ولفت النظر
وكذلك هو ذلك الفضاء الإلكتروني الفسيح يحمل من عينات محمد الكثير والكثير ممن مثل لهم ذاك العالم المثير
عالم حر يضع فيه مايشاء ودون أن يحاسب أو يعاقب "
(7)
ياترى ماذا لو لو وجه حماس محمد ذاك وأحلامه الرائعه وحروفه الناضجه نوعاً ما إلى الطريق الصحيح؟
ماذا لو تبنت محمد مؤسسات تنمي مواهبه ؟
ماذا لو وضع محمد على طاولة الحوار والنقاش لتعديل بعض المفاهيم الخاطئة لديه ؟
ماذا لو جعل عقل محمد هدفاً لينشئ به مشاريع من الطراز الممتاز فمحمد من الممكن أن يصبح كاتباً رائعاً أو حتى مناظراً ومتحدثاً لا يشق له غبار ؟
وبالمقابل فمحمد حلم يبحث عن مدينة الأحلام ليحط رحاله فيها
محمد نبته تبحث عن أرض خصبة لتنبت بها ومهما كانت تلك الارض
فماذا لو حط في مدينة أحلام تبنته على أنه مشروع فساد رهيب ؟!
أو حتى حط بأرض خصبة فاسدة فأنبتته نبتة فاسدة ؟!
فارس السيف والقلم وشاغل العالم الإلكتروني الحر ماهو إلا من الآف في عالمنا العربي وفي بلادنا تحديداً بحاجة لمن يتبناهم فيكونون كما ينبغى الدين والمجتمع لا كما تنبغي النفوس الحاقدة التي تسعى للفساد .

خــــــــالد وخالد "



يحملان ذات المسمى ويعيشان ذات الفترة العمرية فكلاهما للتو أكمل العشرين عاماً
إلا ان الملامح غير الملامح والظروف غير الظروف والحياة غير الحياة
فخالد الأول "
يستيقظ مع العصافير ليتوجه إلى " ورشة السيارات التي يعمل فيها
وبجد وإجتهاد يتنقل من سيارة إلى أخرى
وكله إخلاص وتفاني وعطاء , هو مضرب مثل وقدوة في عمله
الكل يشهد بنجاحه ويشيد بأخلاقه العاليه
إلا أنه ومع كل ذلك يتقاضى الفا ريال والتي من المفترض أن تقوم على منزل به سبع بنات بالإضافة إلى الأم التي تحتاج لعلاج
يخرج خالد من الورشة مع غروب الشمس " وقد ودع بها شبابه ومتعته وحمل معه الهم وياليت رحلة الرحيل من الورشة كانت إلى المنزل بل إلى العمل الثاني "المسائي "
يعمل خالد مساء "
كموصل لوجبات مطعم يقع على الطريق
وهناك يتنقل خالد بين السيارات وكله عزيمة ومثابرة وكأنه ليس خالد ذاك الذي قضى طيلة يومه في الورشة "
يسمع كلمة شكر من ذاك ويسمع كلمة إهانه من الآخر
ومع ذلك كله فهو مستمر بذات الطريق لا لأنه يحبه , بل لأن الظروف حتمت عليه ذلك ووجب عليه الإكمال
ينهي خالد عمله ويتوجه إلى منزله وهناك يستقبلنه الأخوات السبع بطلباتهن وهمومهن التي لا تنتهي
وعندما ينهي ذاك اللقاء المرهق يلتفت لأمه متسائلاً ؟ كيف هي صحتك اليوم ياأمي
تجيبه الأم " باتم صحة وعافية وهي تخفي خلف تلك الإجابة الآلام وكل ذلك شفقة على إبنها الوحيد اليتيم الصغير الذي تحمل مسؤولية اكبر منه
يتجه خالد نحو سريره وهو يسمع دعوات أمه له وقد قضى كامل يومه بالعمل ويلقي بجسده المنهك وفوراً يباغته النوم وبالأحلام لربما يجد نزهة مما هو فيه , لربما النوم هو المتعة الوحيده التي يجدها خالد خلال ساعات يومه المرهقه .

(2)
أما خالد الثاني فيومه مختلف تماماً"
خالد الثاني يصحو عندما تصبح الشمس في منتصف السماء أو ربما حينما تقترب من الغروب , يصحو ويبدأ يتساءل عن الطعام , وحينما تعرض عليه أصناف الطعام يعرض عنها ويتجه نحو المطعم أو لربما طلب الطعام من المطعم وهو لم يغادر المنزل , وفور فراغه من الطعام يبدأ يواعد اصدقاءه إما على الهاتف أو على " الماسنجر " وفوراً يجتمع الأصدقاء وتبدأ رحلة التنقل بين الطرقات بلا هدف أو أي إعتبار للوقت وللشباب الضائع , وككسر للروتين يحاولون الدخول للمجمعات التجارية وحينما يحصل بالفعل تجده همه الأول إلإيذاء بأي طريقة كانت, وحينما تشير الساعة للواحدة صباحاً يحين موعد الذهاب " للشقة " وهي المكان الذي يجتمعون به , وهناك يقضون وقتهم مابين الرقص تارة والنظر للأفلام والتدخين والشيشة والبلوت وغيره تارة أخرى وحينما تشرق الشمس يسدل الستار على يوم خالد وحينها إما أن ينام بذات المكان أو يذهب لمنزله وينام .
(3)
نعم المسمى ذات المسمى والعمر هو ذاته العمر ولكنها الظروف التي جعلت خالد الأول بطموحه ورجاحة عقله وإخلاصه وتفانيه وإتزانه وتحمله للمسؤولية يقبع تحت السيارات نهاراً وخلفها مساء ففي الصباح مصلحاً وفي المساء ملبياً ,وهي ذاتها الظروف التي جعلت خالد الثاني المستهتر المهمل المدلل عديم المسؤولية والطموح ينام على الحرير ويأكل الكافيار ويقود سيارات بملايين " الريالات" إن لم تكن "الدولارات"
ولكنني اجزم ان خالد الأول لو عرضت عليه حياة خالد ليعيشها لرفضها وقبل منها فقط "المادة" التي باتت كابوساً في حياته
واما خالد الثاني لو عرضت عليه حياة خالد الأول لرفضها بكل مافيها ولم يقبل منها حتى عقله وطموحه الذي لا يقدر بثمن
وهكذا نجد ذات الصوره التي تحمل وجهين متناقضين فتارة خالد وخالد وتارة محمد ومحمد وتارة أخرى هند وهند "