الاثنين، 25 أبريل 2011

الحملات التوعوية رسالة " من وإلى المجتمــع " بين التقليدية والحداثة



الحملات التوعوية الصحية هو المفهوم الحقيقي لإيصال رسالة مهمة للمجتمع وإن كان التعريف الفعلي لهذه الحملات هو تثقيف ومكافحة ,ولقد ساهمت الجمعيات الخيرية مؤخرا في توعية المجتمع بشكل كبير بعدة طرق كان من أهمها الحملات التوعوية التي تسعى الجمعيات من خلالها إلى الوصول لأكبر عدد ممكن مختلف من شرائح المجتمع

وعن هذه الحملات ودورها ومدى تأثيرها وعن تفاعل المجتمع معها

قالت عهود القحطاني _ طالبة جامعية : إنها لا تحرص أبداً على حضور المحاضرات التوعوية إلا انه يهمها جداً متابعة المنشورات التوعوية وخاصة التي تضيف لها معلومات صحية هامــــــــــــــة

بعكس ذلك تقول هند الشمراني _ طالبة جامعية أيضاً : بأنه لم يحصل لها أن حضرت أبدا أيام توعوية وأنها فقط تسمع عن مسميات الجمعيات

ويقول أحمد الخليف _ موظف : أنه لم يتم إقلاعه عن التدخين إلا بعد حملة توعوية التقى بها في أحد الأسواق التجارية الكبيرة وأضاف , لقد تركتُ التدخين بعد إدمان دام ثمان سنوات والسبب هو إحدى المنشورات التي تحدثت عن الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان من وراء التدخين

وتقول هند الوابلي : كنت أسمع كثيراً في التلفاز عن مرض سرطان الثدي ولم أكن أهتم لسماع التفاصيل الخاصة به كثيراً , ولكن ما جعلني أحرص بعد ذلك على الحصول على أدق التفاصيل عن هذا المرض هي الإحصائيات التي سمعت بها عن طريق جمعية مكافحة مرض السرطان ,سعيت بعد ذلك جاهدة إلى التعرف على هذا المرض من قرب بل وسعيت أيضاً لمعرفة طرق إكتشافه مبكراً

وقال فهد السلمان _ طالب جامعي : بأنه يدخن منذ أربع سنوات ولا يلتفت أبداً لمثل هذه الحملات التوعوية ووصفها قائلاً ( هو مجرد حديث إعلامي )

وقالت ريم الزيدان _ معلمة بمدرسة متوسطة : زوجي مدمن مخدرات منذ سنوات عدة وقد سبب لي ذلك العديد من الأزمات الزوجية إلى حد كنا نصل فيه إلى الطلاق إلا أنني أتراجع خوفا على أطفالي من أن يقعوا في مثل ما وقع فيه والدهم بسبب الطلاق وأضافت : أهتم كثيراً بمثل هذه الحملات التوعوية وأحرص على الحصول على المنشورات التي توضح طرق العلاج ولا زلت أسعى مستعينة بعد الله بمثل هذه الحملات لعلاج زوجي من الإدمان

وقالت رنا أحمد _ طالبة بكلية التربية العلمية بأبها : لا زلت أنتظر من الجامعة ندوات خاصة للتوعية بمرض سرطان الثدي على سبيل المثال

ومن جهة أخرى قال الدكتورعبدالله السلمان المشرف على الإستشارات النفسية بالجمعية الخيرية السعودية لمكافحة التدخين : اليوم العالمي لمكافحة التدخين يوافق سنويا 31 مايو وفي كل عام يكون هناك شعار تدخل تحته البرامج والإعلانات والمحاضرات نعمل من خلالها جاهدين على توعية الشباب بمخاطر التدخين , وعلى سبيل المثال كان شعار حملتنا لهذا العام ( لا يصيدونك ) وهو شعار كان يضم تحته حملة جيدة لتوعية الشباب بمضار التدخين ,ولقد كان لهذا الشعار ( شعار الحملة التوعوية ) الأثر الرائع والملموس وقد لقي الإستحسان من قبل الشباب والإعلاميين

وأضاف الدكتور عبدالله : نستهدف من خلال حملاتنا التوعوية هذه مئات الألآف يوميا في المكاتب والشوارع والحدائق والأسواق وما هو جدير بذكره اننا اطلقنا حملة على مستوى العالم العربي من 1 _ 20 رمضان عبر الإنترنت بعد اليوم العالمي لمكافحة التدخين وكانت الحملة تستهدف 10 مليون أو أكثر وبالفعل كانت الردود جدا إيجابية وهذا ما لمسناه من خلال الإنترنت ومن خلال مشاركة 500 شخص مابين رجال ونساء في التطوع ومساعدة الجمعية وكذلك عدد المتصلين والمترددين على الجمعية رغبة في العلاج

ختم الدكتور عبدالله حديثه قائلاً : لم تتوقف حملاتنا بعد شهر رمضان بل أطلقنا حملة أيضاً بشهر شعبان وقد شاركت بها جهات إعلامية كبيرة حملاتنا مستمرة بإذن الله لتحقيق الهدف الأول للجمعية وهو مجتمع خالي تماماً من التدخين

وقال الدكتور حسن سعيد العمري _ إستشاري الطب النفسي بكلية الطب بأبها :

الحملات التوعوية لدينا لازالت تقام بالطرق التقليدية كالندوات التثقيفية مثلا والبرامج التي تعرض بالتلفاز , والملاحظ على مثل هذه الحملات قلة المتابعين لها وذلك يعود بالدرجة الأولى إلى الطرق التقليدية المتبعة وأرى أنه من الأفضل لكي تؤدي هذه الحملات دورها الصحيح اولا / أن يكون هناك نوع من التجديد , وبالتالي جذب المجتمع وتوعيته ولو أخذنا على سبيل المثال الطرق المتبعة الآن بالدول المتقدمة التي تعمد إلى وضع الصور المخيفة والرادعة

ثانيا : ليس من الضروري أن نرتبط بإقامة حملات توعوية تواكب الأيام العالمية مثلا بل من الممكن أن يكون لنا نهجنا الخاص بحيث نقيم مثل هذه الحملات أكثر من مرة سنويا

وأضاف الدكتور حسن : خطب المساجد لدينا من أهم المنابر التي تؤثر بنا كمسلمين وبدلاً من أن تكون خطبنا تقليدية لابد أن تكون خطب توعوية حول مواضيع الطب مثلا وغيرها , والأهم من ذلك أن يكون الخطيب لديه نوع من الثقافة والوعي لكي يفيد من خلال منبره

وأضاف الدكتور حسن : لابد أن تعي الجهات المسؤولة عن الحملات التوعوية أن يتركز عملها على الفئة المستهدفة وهي من ( 15 _ 25 ) .عام

والأهم من ذلك ان تكون مناهجنا الدراسية حاوية لمشكلاتنا الإجتماعية بل توعوية وتثقيفية بالدرجة الأولى

وختم الدكتور حسن حديثة قائلا : ننتظر حملات توعوية تتحدث عن مواضيع مهمة للمجتمع بدلا من المواضيع المكررة التي اعتدنا عليها

وقال الدكتور خالد سعيد الجلبان _ وكيل كلية الطب أستاذ مشارك وإستشاري طب الأسرة بجامعة الملك خالد : لابد أن نبدأ من الأساس وهو أن نعي تماما بأن لدينا أزمة تفكير وسلوك ومن المهم أن نعمل على تحويل هذا السلوك إلى سلوك ديني ووطني ,وأرى ان من احدى الطرق لمثل هذا التحويل اطلاق حملة لتغيير سلوك المجتمع

وأضاف الدكتور خالد : التوعية تتم لدينا بطرق ارتجالية او بمعنى افضل ( آلية ) ,وارى بأن الطريقة الأصح في التوعية تتم على ثلاث مراحل

المرحلة الأولى : ماقبل التوعية

وفي هذ المرحلة من المهم أن يبدأ القائم بالتوعية أولا بتحديد الهدف ومن ثم إستيعاب حجم المشكلة لكي يتمكن القائم على التوعية من مواجهة المشكلة ومن ثم توجيه التوعية لشريحة معينة من الأعمار المستهدفة وأخيرا في هذه المرحلة إختيار الآلية المناسبة للوصول للهدف المطلوب

المرحلة الثانية /أثناء التوعية

إستخدام الطرق المبتكرة والأساليب الجديدة في التوعية وهذ امر مهم جدا

المرحلة الثالثة / ما بعد التوعية

ما يترتب على التوعية وهذا يكمن في النظر لما حققته تلك التوعية

وقد أكد الدكتور الجلبان : أن الإستفادة من القدوة في المجتمع من أهم الأمور الإيجابية والمفيدة والمؤثرة خصوصا في الجيل الصاعد

إختتم الدكتور خالد حديثه قائلا : من المهم أن يكون لدينا تعاون بين طبقات المجتمع في مثل هذه الحملات التوعوية والأهم أن يكون هناك تعاون بين الجهة التنفيذية للحملة والجهات الأكاديمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق