الجمعة، 17 يونيو 2011

فـــــــــــــي بـــــــــــــلادي "





قالت بشغف : أحدثك عن بلادي ؟
قلت : حدثيني
قالت في بلادي : " لدينا من يحمل في جعبته دائماً بطاقات للجنة والنار "
يوزعها كيفما شاء ومتى شاء !!!
في بلادي " يؤمنون " بــ اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "
ولأنهم يؤمنون بالآية فهم " يؤمنون بأنها عمت ولم تخص
ومع ذلك ,لدينا " رجال الدين " ولا أعلم مع ذاك التعميم البقية يندرجون تحت أي مسمى !!!
ولدينا تبعاً لتلك الآية أيضاً " من يرى أن الإسلام أتى بقيود " نسفت الحرية
ولا أعلم مع ذاك الكمال المذكور , ومع ذاك الإيمان , أين يضعون هذه المعادلة المتناقضه
الإسلام كامل , جمع كل الفضائل ومنها الحرية وفي ذات الوقت "نسف الحرية !!!
أتعلمين " كل مايسمونه في الإسلام قيوداً ما هي إلا قوانيناً وتشريعات سُنت لتحمي الإنسان من نفسه فقط "
في بلادي "
دعاة دين " لمجتمع كله يؤمن بذات الدين !!!
وغالباً خطاباتهم تحوي كلمات وكأنها لمجتمع غير ذاك المجتمع !!!
أتساءل دائماً لم لا يبعث من يحمل ذاك المسمى ولو لعام على الأقل إلى مجتمعات هم بحاجة له أكثر ؟!
في بلادي "
يؤمنون بالرسول " ويؤمنون أنه أتى لتشهد العقول قبل القلوب بأن لا إله إلا الله .
لا أعلم كيف يجمعون بعد ذلك بين هاتين المعادلتين :
س= " رجل كان همه الأول أن تتوحد القلوب وتوحد "
ص = أن يصل ذات الرجل إلى مرحلة من التشدد في كل شيء لمجتمع كان يرجى منه في البدايه فقط التوحيد "
في بلادي "
غرقوا في التفاصيل ونسيوا الأصول أو ربما تناسوها
إنشغلوا بالكماليات فضيعوا الأوليات والأساسيات
في بلادي "
يؤمنون أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) , فقال : هل علي غيرها ؟ , قال ( لا , إلا أن تطوع ) , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وصيام رمضان) , قال : هل علي غيره ؟ , قال ( لا إلا أن تطوع ) , وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة , قال : هل علي غيرها ؟ قال : ( لا إلا أن تطوع ) , قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفلح إن صدق ) .

ومع ذلك "ظلوا لسنوات طويلة يتساءلون " هل المرأة تغطي يديها ؟
هل المرأة تغطي عينيها ؟
هل الدخان الذي نطهو عليه يفسد الصيام ؟
هل الرحيل على صوت فيروز من عالم إلى عالم " فسوق " ؟
هل الترحم على طلال مداح ذنب لا بد أن تتبعه توبة ؟
هل الصلاة خلف محمد عبده ينبغي إعادتها ؟
هل من يجلب القنوات لمنزله ديوث ؟
هل من يحلق لحيته ويسبل ثوبه فاجر منافق ؟!!!
في بلادي "
يؤمنون أن أرحم الراحمين وحده هو" الغفور وهو شديد العقاب ".
ومع ذلك "
يسألون علمائهم "
هل يسامحني الخالق وهل سيغفر لي ؟
هل يقبل الله صلاتي ؟!!!
في بلادي "
أناس أخذوا الوصاية على كل شيء " بإسم الدين " وبسلطة " مفتاحها الدين "
وصادروا كل شيء حتى تأمل آيات القرآن الكريم "
طبقوا كل أهوائهم تحت مسمى " الدين "
في بلادي "
نظام الإحتكار " ولكنه إحتكار من نوع آخر " إنه إحتكار الدين
وتحت هذه المظلة " يردد " ومن انت حتى تتحدث بالدين ؟
" لو كان الحديث بالطب والهندسه لما أحد تحدث ولكنه لأنه الدين الكل يتحدث , إتركوا الدين لأهله "
أتساءل حينها " هل خصصت الرسالة المحمدية لفئة معينة دون بقية العالمين ؟!!!
في بلادي "
يؤمنون بــ " ولَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ"
ومع ذلك يُقال " لحوم العلماء مسمومة "
في بلادي "
يمين ويسار
وكلاهما يرى أنه الصحيح وأنه المنقذ للسفينة التي تغرق بسبب الخصم
كلاهما تياران " ومتضادان "
الأول يطلق على نفسه التيار الإسلامي
والثاني يطلق على نفسه التيار الليبرالي
ولا الأول طبق الإسلام كما هو ولا الثاني طبق الليبرالية كما هي
في بلادي لا توجد ليبرالية حقيقية
وفكرة وجود الليبرالية في بلادي لعبة كبيرة صدقها الكثيرين
أتعلمين ماهي حقيقة اليمين واليسار ؟
هم خلل " نعم "فقط خلل
خلل من نوعين " النوع الأول إنحاز لجهة والآخر إنحاز للجهة المضادة
وما الإسلام والليبرالية إلا أدوات حرب وتراشق فقط "
الأول مستعد أن يدخل في الدين ماليس فيه من أجل ربح الجولة
والثاني مستعد لأن ينسلخ من الدين تماماً حتى يربح الجولة أيضاً
"ويبقى الوسط هو الوسط " , "وخلقنكم أمة وسطاً " الوسط هو الذي لفظ بأولئك بعد أن أدخلوه في متاهات هو في غنى عنها"
هم مخرجات رديئة "
وحروبهم مزعجة "
ولو أملك من الأمر شيئاً " لنفيتهم إلى حيث لا عودة
تنفست الصعداء وقالت " هذا هو بلدي
قلت : أتحبين بلدك "؟
نظرت إلي والدموع تختنق بعينيها
قالت : لو أملك لجعلت كل قطعة من جسدي دفينة بأرضه حتى يأذن لها الله فتنبت جميعها خادمة مطيعة لذرات ترابه "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق