السبت، 18 يونيو 2011

مابين اليسار واليسار "حكاية


(1)
في مجتمعي يُشار إلى رجل ويُقال هذا "يميني"
ويُشار إلى الآخر ويُقال "يساري "
إطلاق تلك المصطلحات أحياناً يأتي بشكل الوصف وأحياناً يأتي بشكل تهمة
في مجتمعي تولدت لدينا طريقة معينة لقراءة حروف المتحدث "فقط التصنيف ولاغيره " من كلمة واحدة يُرمى به إما في اليمين أو في اليسار "
(2)
في النهاية "
كلاهما يسار , وكلاهما نقمة على المجتمع "
فالأول لو تُرك له الأمر لألغى خطب الجمعة ولأوجد المراقص ولباع الخمور بدلاً من الماء "
والثاني لو تُرك له الأمر لوضعنا جميعاً في " كرتون" وأغلق علينا وأصبح يُصدر فتوى عن كل نسمة هواء نستنشقها , بل إنه لن يتردد في أن يخرجنا من ذاك "الكرتون" بعد ان يكون قد ردنا إلى زمن البغال والحمير "
(3)
يبقى الوسط " قابعاً بين تلك الجهتين واضعاً يديه على رأسه من المراشقات
تارة يصرخ " ويلاه " من هول مايرى
وتارة يكتفي بأن يسد أذنيه ويغلق عينيه "
ومالم يفعله الوسط فقط " هو أنه لم يصرخ كفى "
ولو انه صرخ ورفض بجدية لوقفت تلك المهازل , ولكنه تنازل عن المنابر وانحنى بعيداً
أنحنى ليشاهد و يضحك على التصريحات النارية " المخزية " وشر البلية مايضحك
يستيقظ الوسط تارة على فكرة هدم الحرم وتقسيمه وتارة يصحو على شرح تصميم مطار جده الجديد من وجهة نظر يمنية خاصة وتارة أخرى يستيقظ على " الله والشيطان وجهان لعمله واحده "
ومع هذه المسالمة التي يوصف بها الوسط إلا انه لا يسلم أبداً " يرشقه اليمين بالغباء و التناحة وا لدلاخة تارة ويرشقه اليسار بالسلبية وعدم الفائدة تارة أخرى
كلا الطرفين يمارس نوع من الوصاية على الوسط ويقاتل ويستميت من أجل أن يصبح القائد "
متى سينهض الوسط ويحطم كل تلك المنابر المتسلقة الحمقاء ويعلن عهداً جديداً هو عهد الوسطية والتسامح والجمال !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق