الأربعاء، 22 يونيو 2011

سحقــــــاً له من فكــــــــــر "



يراقبها في كل حركة و سكنة , عيناه تلاحقها بكل مكان , لا يكف عن التساؤولات والبحث وراءها , يرى أنها هي الوحيدة الممثلة للشرف " ولو أنه تأمل حوله لوجد من العائلات من دست رأسها في التراب من فعلة رجالها لا نسائها " حينما يدخل المنزل يضع إبتسامته ومرحة وخفة دمه وكلماته الجميلة عند الباب ويحمل معه بالداخل فقط عبوسه وغضبه وكلماته التي لاتخلو من الشك , كل المشاعر والرجولة هي بالخارج وبالداخل ممارستها أكبر عيب من وجهة نظره , يستميت "وفزيع" درجة أولى " أبو الشباب , ولكن لرفاقه فقط , لا يستمع لها ولا يناقشها ولا يأخذ رأيها إطلاقاً فهي بالنهاية "من النساء و"النساء ناقصات عقل ودين " , يرى أنه أحسن حينما وفر الأساسيات والضروريات بالمنزل , يبجل غطاء الأنثى ومع أن الإسلام لم يأتي به ويطلق عبارات الإتهام نحو تلك التي لا تلتزم به حتى لو كان عقلها يزن عقله بمئات المرات , هو يقدس كل شيء يُخفي المرأة ولو أنه يمتلك مادة الإخفاء لما تراجع لحظة ليخفيها ويرتاح وليتعامل معها دون أن يراها أو يراها أحد , ُيمسي وكل بنات أفكاره ينشغلن بفكرة ويصبح وهو كذلك إنها فكرة" الإختلاط" ولا غيرها "ومن يدري فكثر التفكير يثمر فلربما إقترح ذاك غداً هدم كل المقابر وإعادة تقسيمها لأن الأموات في حالة إختلاط "!!! " , يقدس عبارة " أنتِ إمرأة ومكانك المطبخ " ولا يعلم ذاك وأمثاله أن الحياة كلها طبخة تعتمد على "الإتقان والنفس " , يتلقى ملفات و"معاريض" ويغدو كالدائرة الحكومية يردد دائماً " بكره"بكره " حينما يُطلب منه "السوق أو المشفى " , يتفنن في جلب المسكنات من الصيدلية حتى يكون المشفى آخر الحلول , يرفض فكرة الطبيب حتى لو كانت العملية مصيرها الفشل مع طبيبة , وإذا وقعت الواقعة وكان لابد من نزول السوق أو أي مكان آخر فلابد من ممارسة عدة " بروتوكولات" حملات تفتيش ومسائلة تتبتدأ بالرأس وتنتهي بأخمص القدمين وبالطبع لا تخلو من المصادرة " وحين الوصول للسوق لحركاتها ولإلتفاتاتها إحداثيات ولا مانع من وجود حارس من الأمام وحارس من الخلف , يردد لا تتحدثين لاتنطقين لاتطلبين "صوت المرأة عورة "والله تعالى يقول ( لاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) ولو أن صوت المرأة كله عوره لكان من باب أولى أن يحرمه الله تماماً في الآيه ولكنه أشار للخضوع فقط , يجعلها تقبع في المنزل لشهور ودون أدنى إحساس أو مراعاة لتلك النفس البشرية التي تبقى حبيسة الجدران لمدة طويلة .
كل تلك الممارسات " الـ.......... " تتجلى في تعامل الذكر لدينا مع "أخته" وهي أغلب ماتكون بالفعل مع الأخت "
وهنا أقول الذكر عمداً لأن الرجولة صفة لا يستحقها إلا القليل "
وللعلم فقط " فإن ذاك الأخ هو ذاته الذي يصبح لزوجته بعد ذلك خادماً مطيعاً وربما "خاتم" كما يُقال
لا أعتقد أن هناك مجال لإنكار تلك الممارسات وإن إحتوى منزل على واحده أو إثنتين أو حتى ثلاث منها على سبيل المثال فهناك منزل آخر يحتويها جميعها " تلك الممارسات لا تمت لدين ولا لعادات وتقاليد بصلة وإن أردنا التأكد فلنعد للأصل هنا وهناك " أصل الدين" القرآن والسنة " وكلاهما أتى مكرماً للمرأة معلياً لشأنها , وإن عدنا لأصل العادات والتقاليد فهم أجدادنا وجداتنا " جدتي تقول والإبتسامة تعلو محياها " كنتُ أخرج مع بزوغ الفجر إلى المزرعة أحرث وأزرع وأسقي وأطعم الأنعام وأذهب للسوق وأعد الطعام وأهتم بأطفالي " فلا أعلم مافائدة الرجل حينها ؟!!!
جدتي الأخرى كانت تشارك الرجال مجالسهم وتبدي رأيها في كل مايًقال وكانت مفخرة لوالدها كإخوتها الذكور تماماً وربما أكثر
إذاً ببساطة ذاك فكر " ليس من الدين ولا من العادات والتقاليد "هو فكر خاص يستحق من قام عليه أو حتى نشره أن يصفق له "لا لشيء إلا لأنه نجح وتفوق وأبدع في ترسيخ ذاك الفكر في الأذهان بل وجعله جزء لايتجزأ من كل تفاصيل حياتنا " , أدخله منازلنا وجعله متربعاً حتى في علاقتنا الأسرية ,قبله المجتمع ببساطة لأنه أتى في ثنايا ستار الدين والعادات وبطبيعة الحال فالمجتمع يخضع تماماً للحرام والعيب .
سحقاً له من فكر جعل الإزدواجية علامة فارقة لمجتمعنا وأفراده
سحقاً له من فكر صفق للسيطرة العمياء حتى وصلت مرحلة الفرعنة والطغيان
سحقاً له من فكر الذي جعل المجتمع نصفين " نصف هو المطبق له والنصف الآخر يعاني "
سحقاً له من مشغلٍ تافه "
سحقاً له من سارق لألفتنا في المنازل "
سحقاً له من نازعٍ للثقة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعـــــــوة "
ثق بإبنتك " ثق بزوجتك " ثق بأختك
وإنطلق معهن لحياة جميلة كجمالهن
انسلخ تماماً من ذاك الفكر فهو من جعلك كالغريب بالنسبة لهن
إقتله إن إستطعت فهو من جعل بيتك كالبيت الخرب "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق