السبت، 14 مايو 2011

المدينة الفاضلة "



(1)
صاح بهم رجل عجوز أن هلموا هلموا
وحين إجتمعوا حوله , نظر إليهم وقال:
اليوم مدينتنا ستتحول
فنظر الجميع إليه بإستغراب
عن أي تحول تتحدث أيها العجوز ؟!
قال : سنلتقي هنا بعد أسبوع ولكن لقاءنا حينها سيكون مختلف
فهنا سنلتقي مجدداً وكل واحد منكم يعرف ماهو الفن الذي يجتذبه , بل ماهو الفن الذي يستطيع ان يبدع فيه
هو أسبوع ليكتشف كلاً منكم ذاته
تفرق الجميع وهم يحملون ذات السؤال " ياترى ماهو الفن الذي أبدع فيه ؟
ماهي موهبتي التي لم أتعرف إليها حتى الآن ؟!
(2)
وبذات الزمان وبذات المكان "
صاح الرجل العجوز مجدداً أن هلموا ولكن هذه المره الكل كان بإنتظار هذه اللحظة "
إجتمعوا حوله ونظروا إذ به يضع على الأرض أشياء وأشياء
فقد وضع قلم , فرشاة , سيف , وأشار للمنبر الذي يقف عليه وقال بصوت عالي "
إنظروا إلى هذه الرموز ولينطلق كل منكم نحو الرمز الذي يعنيه ومن لا يجد نفسه بينها فليذهب في مكان محايد وليضع الرمز الذي يراه مناسباً
إجتمع حول القلم كل من يعشق لغة الضاد , وإجتمع حول الفرشاة كل من يحول الأسود إلى الأبيض والألوان الزاهيه , وإجتمع حول السيف كل من برع في القتال , وإجتمع حول المنبر كل من يصنع لصوته صدى
ولم يقف التصنيف عند رموز العجوز بل لقد وضعت كل مجموعة رمزها المناسب
وبقي احدهم بلا أية إنتماء " فنظر إليه العجوز وتبسم " لا تقلق يابني "
وقف العجوز على منبره وقال " فليمارس كلاً منكم فنه وموهبته مع مجموعته وفي مدينتنا ولنا لقاء
وأقفى العجوز وتركهم "
(3)
بعد عام " أصبحت المدينة ملتقى للشعراء والأدباء والرسامين والخطباء والمقاتلين و...و....
بل أصبحت مقصد كل مبدع
عمارتها لا مثيل لها , وطرقاتها أشبه بالخيال وكل شيء فيها مبهر ويشير بالبنان لشعبها "
الشعب المنتج المبتكر في كافة المجالات
الشعب الفاضل الذي هذب نفسه بتلك الفنون فأنعكست في كل تفاصيل حياته وتصرفاته
تلك المجموعات التي إجتمعت بالأمس إجتماع عشوائي حول الرموز اليوم أصبحت مؤسسات منظمة ورمزها ذاك أصبح الشعار الذي يسوقها في كل انحاء العالم
والأهم أن تلك المؤسسات تعمل مع بعضها بشكل متكامل والفضل يعود لإدارة العلاقات الممتازة فيما بينها والذي يعود "لذاك الشاب الذي تبسم له العجوز حينما لم يجد نفسه بين تلك المواهب !
(4)
وقف العجوز في نهاية العام على ذات منبره وصاح قائلاً :
اليوم سنعلق على مدخل مدينتنا مسماها الجديد إنه المسمى الذي يليق بها
سنضع وكلنا فخر "المدينة الفاضلة ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق