الثلاثاء، 10 مايو 2011

تنــــــــــــــــــــــاقض "





(1)
في ذات الحي
يتشاركون ذات السماء التي يستلــــقون ليلياً ليبثون بين نجومها همومهم التي أرقتهم
, لطالما شاركتهم تلك السماء أحلامهم وآمالهم وحتى أحزانهم
(2)
يستلقي محمد مستعداً للنوم الذي لطالما هجره ولطالما توسل إليه ليريحه من التفكير بالغد
وينظر للسماء بزرقتها الحالكة ويتساءل :
ياترى هل سأجد غداً مايطعمني أنا وأبنائي ؟ أم أننا سننام جياع كما قد فعلنا من قبل ؟
(3)
يستلقي علي ويمد جسده المنهك من كثرة العمل طيلة النهار
ويغفو ثم يصحو فما يفكر به لم يجعله ينام , يظل ذاك التفكير ملاحقاً له بكل الزوايا
يتأمل علي السماء بنجومها الزمردية اللامعة ويتساءل :
مرتبي هذا الشهر سيحل عليه طاريء إنه دين الشهر الماضي والباقي سيوزع على مصاريف الطعام والشراب والكهرباء
والماء ومصاريف النقل ولن يبقى منه حتى مايجعلنا نتذوق طعم اللحم هذا الشهر
(4)
تستلقي هند على وسادتها الوردية والشاهد الوحيد على لياليها التي كان التفكير بالغد هو السيد فيها
تستلقي هند وتنظر للسماء ذات المزن التي تعانق الجبال وتتساءل :
ياترى هل سنجد لوالدي غداً سريراً بالمشفى يجعله يرتاح من هذا العناء ؟
(5)
تسلتقي فاطمه وهي تعلم جيداً أنها لن تنام ومع ذلك تظل تتقلب ذات اليمين وذات الشمال
تنظر للسماء وللقمر الذي حل بوسطها كما اللؤلوة في محارتها وتتساءل :
ياترى هل ستصرف معونتنا الإجتماعية غداً ؟ أم أنني لا زلت أحتاج لمزيد من التوسلات للموظفين وليعطوني فقط حقوقي !!!
(6)
يستلقي فهد وهو يردد إلى متى هذه البطالة وإلى متى وأنا إن توفر لي العمل توفر بمرتب لا يكفي حتى دواء أمي المريضة , إلى متى وشهادتي الجامعية مسمى فقط ؟!
تستلقي عهود وهي تردد إلى متى وأنا أعاني من صعوبة التنقل مع والدي العاجزين ؟ إلى متى وحتى الدواء لا نحصل عليه من الصيدليه إلا بعد معاناه ؟!!!
(7)
هي ذاتها السماء التي حوت الحي , هي ذاتها التي حوت همومهم وأحزانهم
و الحي الذي ضم بين جوانحه كل تلك التساؤلات ماهو إلا جزء من مدينة تقع بإحدى الدول الأولى المصدرة للنفط "!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق