الأحد، 1 مايو 2011

كيف أصبح كاتباً"؟



قال لي: أريد أن أكون كاتبًا.. كيف؟
قلت له: وأنا أريد أن أكون لاعب كرة سلة!
قال: هل تسخر مني؟!
قلت: لا ورب الكعبة.. ولكنني أريد أن أوضح لك أن لكل شيء شروطه. فإذا أردت أن تكون لاعب كرة سلة، فعليك أن تفهم اللعبة، وتعرف شروطها وقوانينها.. عليك أن تتدرب، وتحافظ على لياقتك.. عليك أن تمتلك بعض المهارة، وتجيد المراوغة والتصويب.. عليك أن تغامر لتسجيل الهدف المذهل.. وكن مستعدًا دائمًا للخروج من الملعب: إمّا مصابًا، أو مطرودًا بأمر (الحكم).
قال: والكتابة بهذا الشكل؟
قلت: نعم.. ولكن هنالك مشكلة صغيرة، فالكتابة ولعبة كرة السلة كل منهما بحاجة إلى شيء اسمه (موهبة).. (شغف).. (حساسية) ما تجاه الأشياء..
قال: دعنا من كرة السلة.. وقل لي ما هي (الحساسية)؟
قلت: هذا المشهد الذي يتجاوزه غيرك.. تقف عنده لترى ما لا يراه غيرك.
تشم رائحة في الجو لا يشمّها أحد سواك.
تلتقط من المشهد التفاصيل التي لا ينتبه لها الآخرون.
تسأل اللون الأزرق لماذا أصبح أزرقَ تحديدًا.. وتستدرجه ليكشف لك سرّه!
تقبض على هذه الكلمة العادية التي يتداولها الناس بلا مبالاة؛ لتخلق منها شكلاً آخر..
وتفجر الـ (ضوضاء) لتصنع منها: ضوء... ضاء.
قال: أريد أن ألعب كرة السلة !!

محمد الرطيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق