الاثنين، 16 مايو 2011

ماذا سيفعل العالم حينها ؟




(1)
أغمضت عيني في لحظة هدوء وبدأت أتخيل
تخيلت وطني بلا "غرق " حينما تنزل " رشت مطر "
تخيلت جده بلا خوف من تهديدات " بحيرة المسك "
فتساءلت " حسناً إن إختفت مأساة جده ؟ فكيف سيعيش العالم بلا رائحة " المسك" ؟!
(2)
تخيلت وطني بلا بطالة
والجميع لديه عمل "
والجميع ينتج "
وأن الشوارع قد خلت من أولئك اللذين كانوا يجوبونها بلا أدنى هدف "
فتساءلت " حسناً إن إختفت البطالة ! سيشتاق العالم بالتأكيد لمنظر الشاب الذي يحمل ملفه الأخضر !
(3)
تخيلت وطني بلا رشوات ولا "محسوبيات" ولا واسطات
وأن القانون أصبح هو الذي يقرع الرؤوس ويفرض نفسه
وان الكل في مكانه الصحيح
فتساءلت " حسناً إن إختفت الواسطة ! أين ستذهب مسكينة ؟ ’, فالعالم لا يعرفها هي بالنسبة له مخلوق غريب يجب عليه
أن يظل حيث ولد ونشأ .
(4)
تخيلت وطني بلا شارع " قاتل"
وأن المواطن بدأ يحمل حاجيات نزهته ليجلس به من جماله
وأن المواطن لم يعد يفرق بينه وبين الحديقة
ولكن ليست " حديقتنا " أي حديقة أخرى في أي مكان آخر
لأن " حديقتنا" حالياً " كشارعنا حالياً تماماً ,, شارعنا حاليا " أي قبل التخيل
فتساءلت حسناً إن إختفى ذلك الشارع ! فأين يمارس المقاول موهبته في المرواغة والكذب وبالتالي فإن العالم سيفتقد ذاك
المقاول أشد الإفتقاد "
(5)
تخيلت وطني بلا مشاريع وهمية
وأنه أصبح مليء " بناطحات السحاب "
وأبخرة المصانع فيه تتزاحم
واصبحت قادرة للوصول للحرم المكي "بقطار "
وأنه ينتظر أن يستضيف اولمبياد عالمية "!!
فتساءلت حسناً " إن إختفت المشاريع الوهمية من لدنا ! فكل العالم حينها سيصبح واقعي وبالتالي كل العالم مثالي " ولأن
الواقعية والمثالية التامة تجلب الأمراض فالعالم بحاجة لأن تبقى نسبة من الوهم تحميه وتلك النسبة هي
لدينا "
(6)
تخيلت وطني بطيران منافس
وأن المواطن أصبح يحمل حقيبته متى أراد للمطار ليسافر
وأن طائراتنا لم تعد " الماسورة "
وأن رحلاتنا بالدقيقة والثانية
وأن مطاراتنا تحف معمارية يشار لها بالبنان
فتساءلت حسناً " إن أصبح الطيران السعودي كذلك " من أين للعالم نفاية يرمي فيها طائراته ؟
(7)
تخيلت تعليم وطني الأول
وأن جامعاتنا تقوم على البحث العلمي
وأن مدارسنا غدت منارات لتخريج علماء المستقبل
وأن جامعاتنا تستقبل المبتعثين من كل الدول
فتساءلت حسناً " إن أصبح تعليمنا كذلك " فمن سيحتل المرتبة الأخيرة في قائمة الجامعات على مستوى العالم ؟!!
(8)
صحوت من ذلك الخيال وأنا أتساءل "
ماذا لو إختفى الفساد من بلدي ؟
من أين للعالم مسرح يمارس فيه الفساد وبأعلى الدرجات ؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق