الثلاثاء، 10 مايو 2011

خــــــــالد وخالد "



يحملان ذات المسمى ويعيشان ذات الفترة العمرية فكلاهما للتو أكمل العشرين عاماً
إلا ان الملامح غير الملامح والظروف غير الظروف والحياة غير الحياة
فخالد الأول "
يستيقظ مع العصافير ليتوجه إلى " ورشة السيارات التي يعمل فيها
وبجد وإجتهاد يتنقل من سيارة إلى أخرى
وكله إخلاص وتفاني وعطاء , هو مضرب مثل وقدوة في عمله
الكل يشهد بنجاحه ويشيد بأخلاقه العاليه
إلا أنه ومع كل ذلك يتقاضى الفا ريال والتي من المفترض أن تقوم على منزل به سبع بنات بالإضافة إلى الأم التي تحتاج لعلاج
يخرج خالد من الورشة مع غروب الشمس " وقد ودع بها شبابه ومتعته وحمل معه الهم وياليت رحلة الرحيل من الورشة كانت إلى المنزل بل إلى العمل الثاني "المسائي "
يعمل خالد مساء "
كموصل لوجبات مطعم يقع على الطريق
وهناك يتنقل خالد بين السيارات وكله عزيمة ومثابرة وكأنه ليس خالد ذاك الذي قضى طيلة يومه في الورشة "
يسمع كلمة شكر من ذاك ويسمع كلمة إهانه من الآخر
ومع ذلك كله فهو مستمر بذات الطريق لا لأنه يحبه , بل لأن الظروف حتمت عليه ذلك ووجب عليه الإكمال
ينهي خالد عمله ويتوجه إلى منزله وهناك يستقبلنه الأخوات السبع بطلباتهن وهمومهن التي لا تنتهي
وعندما ينهي ذاك اللقاء المرهق يلتفت لأمه متسائلاً ؟ كيف هي صحتك اليوم ياأمي
تجيبه الأم " باتم صحة وعافية وهي تخفي خلف تلك الإجابة الآلام وكل ذلك شفقة على إبنها الوحيد اليتيم الصغير الذي تحمل مسؤولية اكبر منه
يتجه خالد نحو سريره وهو يسمع دعوات أمه له وقد قضى كامل يومه بالعمل ويلقي بجسده المنهك وفوراً يباغته النوم وبالأحلام لربما يجد نزهة مما هو فيه , لربما النوم هو المتعة الوحيده التي يجدها خالد خلال ساعات يومه المرهقه .

(2)
أما خالد الثاني فيومه مختلف تماماً"
خالد الثاني يصحو عندما تصبح الشمس في منتصف السماء أو ربما حينما تقترب من الغروب , يصحو ويبدأ يتساءل عن الطعام , وحينما تعرض عليه أصناف الطعام يعرض عنها ويتجه نحو المطعم أو لربما طلب الطعام من المطعم وهو لم يغادر المنزل , وفور فراغه من الطعام يبدأ يواعد اصدقاءه إما على الهاتف أو على " الماسنجر " وفوراً يجتمع الأصدقاء وتبدأ رحلة التنقل بين الطرقات بلا هدف أو أي إعتبار للوقت وللشباب الضائع , وككسر للروتين يحاولون الدخول للمجمعات التجارية وحينما يحصل بالفعل تجده همه الأول إلإيذاء بأي طريقة كانت, وحينما تشير الساعة للواحدة صباحاً يحين موعد الذهاب " للشقة " وهي المكان الذي يجتمعون به , وهناك يقضون وقتهم مابين الرقص تارة والنظر للأفلام والتدخين والشيشة والبلوت وغيره تارة أخرى وحينما تشرق الشمس يسدل الستار على يوم خالد وحينها إما أن ينام بذات المكان أو يذهب لمنزله وينام .
(3)
نعم المسمى ذات المسمى والعمر هو ذاته العمر ولكنها الظروف التي جعلت خالد الأول بطموحه ورجاحة عقله وإخلاصه وتفانيه وإتزانه وتحمله للمسؤولية يقبع تحت السيارات نهاراً وخلفها مساء ففي الصباح مصلحاً وفي المساء ملبياً ,وهي ذاتها الظروف التي جعلت خالد الثاني المستهتر المهمل المدلل عديم المسؤولية والطموح ينام على الحرير ويأكل الكافيار ويقود سيارات بملايين " الريالات" إن لم تكن "الدولارات"
ولكنني اجزم ان خالد الأول لو عرضت عليه حياة خالد ليعيشها لرفضها وقبل منها فقط "المادة" التي باتت كابوساً في حياته
واما خالد الثاني لو عرضت عليه حياة خالد الأول لرفضها بكل مافيها ولم يقبل منها حتى عقله وطموحه الذي لا يقدر بثمن
وهكذا نجد ذات الصوره التي تحمل وجهين متناقضين فتارة خالد وخالد وتارة محمد ومحمد وتارة أخرى هند وهند "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق