الجمعة، 20 مايو 2011

حديث مع طبيبي"



قلت : أعاني صراع مع ذاتي يكاد يخنقني
أفكر كثيراً واتساءل "
لماذا كل التفاصيل تشغلني ؟
لماذا كل الاحداث تستوقفني للتحليل؟
لماذا لا يكف عقلي عن الترحال بينما عقول الآخرين في سبات ؟
لماذا أرى الرمادي وبقية الألوان بوضوح بينما غيري إما الأبيض أو الأسود وإنتهى؟!
لماذا ارى زوايا الصور ؟
لماذا أرى فجوات المجسمات ؟
لماذا أرى ذرات الغبار ؟
لماذا يتسلل قلبي إلى هموم الآخرين ويقتحمها ؟
لماذا تمسع أذناي الانين والهمهمة ؟
لماذا أشم روائح تزعجني بينما الآخرين يرونها روائح عطرة ؟
لماذا أحلم بالحرية والكرامة ؟ وأبذل من اجلها الكثير ؟

لست متشائمة بل متفائلة من الدرجة الأولى
طموحة وحالمة
أخلق السعادة
واستمتع بكل مالدي
أعشق الإبتسامة وثقافات الشعوب والتواصل بالإحساس مع الآخرين

لكنني بإختصار لم أجد الواقع الذي يحويني

قال " صراعك مع ذاتك سينتهي أذا وجدتِ قضيه ثم تبنيتيها وغصتِ بأعماقها
قاطعته "
أحياناً أتمنى ان الله خلقني كما غيري
يتجاهل ذرات الغبار حتى لو اعتمت رؤياه , ويرى كل المجسمات مكتملة حتى لو سقطت امام ناظريه ولا يشم الروائح الكريهه حتى لو خنقته ولا يسمع الأصوات حتى لو كادت تقضي على حاسة السمع لديه ويرى ان الصوره فقط ذات بعد واحد وعقله في إجازة دائمة ولا يرى سوى الأبيض أ و الأسود
قال : ولماذا ذلك كله ؟
قلت : حتى أرتاح
ولا أشعر بالإختلاف
قال : التميز
قلت : أكذلك التميز
آآآآآآآه كم هو متعب التميز إن كان كذلك
قلت : أفكر بعقلي كثيراً حتى يغيب قلبي وأشعر انه يصرخ يريد المشاركة
قال : امحاولة للتنصل من الأنوثة ؟
قلت : لا بالعكس فأنا احترم انوثتي جداً بل وأبجلها
ولكن قلبي لو حكم سيدمر ’ وسيتخذ قرارات فاشلة
قال عدم ثقه في قلبك ؟
قلت " بل خوفاً عليه
قال مالحرية التي تحلمين بها ؟
" قلت ألا أقيد بقيود غير مقتنعة بها
قال بماذا تحلمين ؟
قلت : أن يطبق الإسلام كما هو وبلا أدنى تأثير من أشخاص يحملون قناعات لطالما دمرتنا وخلفتنا
أحلم أن أرى حمام السلام يرفرف في كل مكان بكل أمان وإطمئنان , أريد أن أراه وهو مطوق بطوق الراية الخضراء
أحلم أن أرى وطني أفضل الأوطان" فلا فساد ولا تدليس ولا مؤمرات تحاك في الظلام
أحلم أن أرى مجتمعي العلامة المميزة والفارقة بكل شيء
قال " وأنتِ أين الأحلام التي تخصك ؟
قلت : تلك أحلامي وتلك تخصني
قال : ولكني لم أرى فيها ما يخصك !
قلت : بل هي أنا
قال : بداخلك رسالة ؟
قلت : رسالة عميقة
هو السعي لتحقيق تلك الأحلام

قال "لا زلت تفكرين في صراعك مع ذاتك؟!
قلت : كثيراً
قال " الحل بيديك انت فقط
قلت : كيف
قال : أن توجدي حل للخروج من ذاك الصراع
قلت : أظنه شيء واحد هو الذي سيريحني
أن أنجح نجاح مبهر ويشار له بالبنان
قال : ماهو النجاح؟
قلت أن تخطو خطوات يحتذى بها بعد ذلك
أن تشق طريق بإسمك لا ان تشق ذات الطرق التي شقها الآخرين
أن تصنع من المستحيل جمالاً لا يضاهى
أن ترسم خطوطاً وملامحاً واضحه لطموحك حتى يصبح درساً يلقن لكل حالم
أن تجسد رسالتك الأسمى تمثالاً على أرض الواقع
قال " ذلك الحل؟
قلت ولاغيره

محاوري " كان طبييب أوجدته من داخلي ليجلسني على كرسيه
وليستمع لي
وليشاركني في البحث عن ذاتي لربما, الذي عانى من صراع حتى فقد وعيه
طبيبي ذاك أوجده كلما أحسست أنني تائهة
ولكم نحن بحاجة لأن نوجد من أنفسنا ومن داخلنا طبيب نفسي يستمع لنا ويعالجنا فلن يستطيع كل أطباء العالم أن يكشفوا مابنا مالم نتعرف عليه نحن أولاً ونحاول علاجه .

هناك تعليق واحد:

  1. تسلم يد خطت عبارات جميلة تسكن القلب قبل العقل ...

    ردحذف